هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
خلال أسبوع واحد فقط، تعرضت أفغانستان إلى ثلاث هجمات إرهابية قاتلة. آخر تلك الهجمات وقع أثناء كتابتي لهذا المقال يوم السبت، والذي أتمنى أن يكون آخر هجوم إرهابي، مع علمي المسبق أن تلك الأمنية لن تتحقق على الأغلب. كان الهجوم الأخير هو الأعنف والأكثر دموية منذ أشهر، حيث أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة حوالي 200 شخص، آخر 90 منهم في حالة حرجة.
وقد تبنت حركة طالبان الإرهابية الهجوم بدم بارد، مثلما تبنت المسؤولية عن الهجوم السابق على فندق انتركوننتال في كابول، والذي أدى إلى مقتل 41 شخصا، أكثر من 10 منهم من الأجانب.
في هذه البركة من الدماء التي تسيل في كابول، يناشد المواطنون الأفغان العزَّل العالم طلباً للنجدة وهم يشعرون بالعجز وهم يرون المسؤوليين السياسيين في كابول لا يزالون يرفضون تسمية حركة طالبان بأنها حركة إرهابية ولا يبحثون عن استراتيجية حقيقية لهزيمتها.
الحكومة الحالية وصلت إلى الحكم نتيجة التزوير في الانتخابات منذ حوالي ثلاث سنوات، ولم تستطع حتى أن تحل مشاكل الصراعات الداخلية التي تعاني منها، ناهيك عن توفير الحماية الكافية للعاصمة كابول.
كابول تبدو مثل مدينة بلا حياة، وهي محاطة بجدران اسمنتية عالية لحماية المباني الحكومية الرئيسية والسفارات والمنظمات الأجنبية من الهجمات الدموية المحتملة من قبل إرهابيين انتحاريين. سكان كابول العزَّل يغادرون منازلهم في الصباح إلى العمل وهم يعلمون أنهم قد لا يعودون إليها.
من الواضح تماماً أن حركة طالبان لا تريد السلام وأن داعميهم في باكستان أصبحوا أكثر عدوانية بعد أن أوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المساعدات عن باكستان والتي كانت واشنطن تدفعها مقابل دعم باكستان للحرب على الإرهاب.
وبسبب عدم وجود نشاط حكومي كاف في كابول، ربما كان من الأفضل أن تقطع الحكومات العالمية مساعداتها للحكومة الأفغانية الفاسدة أيضاً، والتي تتحمل الكثير من المسؤولية، إلى جانب الإرهابيين، بسبب عدم توفيرها الحد الأدنى من الأمن لمنع الهجمات الإرهابية.
الرئيس الأفغاني أشرف غني، في إطار عملية التفاوض مع الجماعات المسلحة وطالبان، أصدر عفواً عن قلب الدين حكمتيار، الزعيم البشتوني الذي يتعاون مع الإرهابيين في حركة طالبان. ونتيجة لذلك، عاد حكمتيار من باكستان إلى كابول مع الميليشيا المدججة بالسلاح التي يقودها، وبعد أسبوعين من ذلك أفرج عن 70 من أشرس مقاتليه من السجن نتيجة الاتفاق مع الرئيس أشرف غني. كان مجرد النظر إلى وجوه أولئك الإرهابيين الذين أفرج عنهم على التلفزيون الأفغاني يبعث الخوف لدى المواطنين الأفغان. اليوم، بعد الهجوم الإرهابي في كابول يوم السبت، يتساءل الناس عن مكان اختفاء أولئك الإرهابيين، وعن سبب عدم استقالة أي مسؤول من حكومة الرئيس أشرف غني المزيفة بعد فشلهم في توفير الحماية للمدنيين.
ليس هناك حياة طبيعية في العاصمة الأفغانية كابول، والتي غادرها معظم رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب بعد أن وجدوا أن حياتهم معرضة للخطر نتيجة انعدام الأمن. ليس هناك ثقة بين الحكومة والشعب، والحكومة لا تريد أن تستمع إلى الناس الذين يطالبونها بالاستقالة بسبب تزايد النشاطات الإرهابية.
من المثير للاهتمام القول أن كابول مستهدفة بسبب هيمنة السكان الطاجيك على المدينة (طالبان حركة من البشتون وترتبط بعلاقات مع باكستان.(
ربما آن الأوان لتعقد الدول الإسلامية اجتماعاً طارئاً لمعالجة ما يحدث في أفغانستان ودعم الحرب على الإرهاب لإنقاذ الأرواح البريئة. أفغانستان بحاجة إلينا!