دا نانغ، فيتنام (CNN)-- لأول مرة منذ نهاية الحرب الفيتنامية منذ أكثر من أربعة عقود، سترسل القوات البحرية الأمريكية حاملة طائرات لترسو في الدولة، الإثنين.
وتعد هذه الخطوة العلنية بزيارة تستمر لأربعة أيام بحاملة "USS Carl Vinson" وطاقمها البالغ عددهم خمسة آلاف بحّار، خطوة تجسّد علاقات الصداقة بين العدوين السابقين.
لكن المحلّلين يملكون وجهة نظر أخرى، إذ يرون بأن زيارة حاملة طائرات إلى فيتنام تعد ضربة واضحة ضد بكين، وخططت لمواجهة بناء الجزء الصينية بشكل عنيف ونشرها لعملياتها العسكرية في بحر الصين الجنوبي.
وقال الاميرال المتقاعد من البحرية الأمريكية، جون كيربي إن: "فيتنام تشعر بالقلق العميق حول الخطوات الهجومية والعنيفة التي توجهها الصين في بحر الصين الجنوبي،" مضيفاً: "إنهم قلقون بشأن الوجهة التي تخطط إليها الصين، ورغبوا منذ سنوات الآن بإنشاء علاقات أفضل مع الولايات المتحدة."
حقائق سريعة: ما قصة "بحر الصين الجنوبي"؟ ولماذا يتم التنازع عليه؟
ويتوقه من الحاملة التي تزن 95 ألف طن أن ترسو على بعد عقدين ميليين على ميناء مدينة دا نانغ، والذي اعتبر ساحة معركة أساسية للحرب التي انتهت بين الولايات المتحدة وفيتنام عام 1975.
ومنذ 2014 واصلت الصين تقدمها ببناء الجزر في المياه المتنازع عليها، رغم حدود رسمتها محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي عام 2016، والتي أنكرت أي إثبات قانوني لدعاوى وجود الصين بالمنطقة البحرية.
وتدعي الصين امتلاكها لحوالي ألف ميل بدءاً من سواحلها الجنوبية لتضع نفسها بمواجهة تايوان والفلبين وبروناي وماليزيا وفيتنام.
أما الولايات المتحدة فقد شهدت وجوداً طويل الأمد في جنوب شرقي آسيا، ويعود جزء من ذلك إلى تأمين فتحر المعابر التجارية من بحر الصين الجنوبي، بالأخص مع مرور بضائع بقيمة خمسة تريليونات دولار من تلك المياه سنوياً.
شاهد.. حاملة الطائرات الأمريكية “الخارقة” الجديدة
وفي عهد الرئيس دونالد ترامب والرئيس السابق باراك أوباما، خاضت القوات الأمريكية عمليات باسم "حرية الإبحار"، لتبحر مراكب عسكرية وطائرات بالقرب من الجزر الخاضعة لسيطرة الصين، ما أثار تحذيرات من سلطاتها البحرية.
لكن الولايات المتحدة لم تقدم على أي تصرف لمنع الصين من التوسّع في هذه المياه، يقول كيربي: "يجب على الولايات المتحدة اتخاذ موقف صارم أو مشدّد أكثر بكيفية التعامل مع هذا التوسّع،" مضيفاً: "لا أعتقد بأن الوضع تأخر لإحباط التوسع العسكري، لكنّي أرى بأنا نحتاج استراتيجية شاملة، ليس فقط من الناحية العسكرية، لنعرف كيفية التعامل مع هذا الوضع."
ورأى كيربي بأن وصول الحاملة الأمريكية يقدم رسالة واضحة: "إنها رسالة لفيتنام، للتعبير عن حرصنا على علاقتنا بها، وهي رسالة للصين، حول طبيعة نشاطاتها بالمنطقة، لكنها أيضاً رسالة للجميع في منطقة المحيط الهادئ، بأن الولايات المتحدة موجودة هنا لتبقى."