هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
مرة أخرى عادت الاحتجاجات إلى شوارع طهران ومناطق إيرانية أخرى، بما في ذلك كرج وأصفهان و شيراز وصولاً إلى قواعد النظام الإيرانية القوية في مدينة قم. الاضطرابات بدأت في إيران منذ الأسبوع الماضي قبل الموعد المحدد لبدء العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين 6 أغسطس. ومن المنتظر أن يتوجه الرئيس حسن روحاني إلى البرلمان الإيراني للإجابة على اسئلة أعضاء البرلمان حول الاقتصاد والأزمة في السوق، وبالطبع سيطرحون أسئلة عما يحدث في المدن الإيرانية.
أسعار الذهب والعملات الأجنبية ارتفعت بشكل جنوني خلال الأسبوعين الماضيين، مما أثر على الأسعار كلها تقريباً في الأسواق الإيرانية، من البيض إلى الدجاج ومستلزمات البيت وأجور التكسي والأمور الأخرى. خوفاً من العواقب الاقتصادية القاسية للعقوبات الأمريكية ومن احتمال حدوث مواجهة بين إيران والولايات المتحدة، نزل المتظاهرون الإيرانيون إلى الشوارع وهم يطلقون هتافات تندد برجال الدين والنظام الحاكم الذي يلقون عليه اللوم ويتهمونه بسوء الإدارة والفساد والنفاق.
الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد كتب تغريدة على حسابه الخاص في تويتر دعا فيها الرئيس ترامب إلى نشر أسماء الإيرانيين القريبين من النظام الذين يحملون "بطاقة خضراء" للإقامة في الولايات المتحدة والذين لديهم حسابات خاصة في بنوك أمريكية.
معظم أفراد عائلات مسؤولي النظام الإيراني وأطفالهم يعيشون خارج إيران، ولكن ليس بالضرورة في الولايات المتحدة. من ابن قريب الرئيس سيء السمعة الذي يعيش في الولايات المتحدة إلى ابنة الرئيس السابق محمد خاتمي وبعض أحفاد مؤسس الثورة آية الخميني الذين يعيشون في الخارج ويرتدون ملابس باهظة الثمن، جميع هؤلاء أصبحوا يتمتعون باهتمام الشعب الإيراني وتدور حولهم الكثير من التساؤلات. كثير من أبناء المسؤولين الآخرين يدرسون أو لديهم إقامات في الولايات المتحدة أو بريطانيا أو في دول أوروبية أخرى، فيما يجد معظم الإيرانيين صعوبة في إدارة حياتهم اليومية.
أعوان النظام الإيراني لا علاقة لهم مطلقاً بفرص العمل المتساوية، وهم يتمتعون بثروات جمعوها إما عن طريق الرشاوي أو عبر طرق جانبية مع مافيا النظام.
خطباء الجمعة في هذه الأيام في كثير من المدن الإيرانية يريدون أيضا أن يستغلوا الفرصة وينحازوا إلى جانب الشعب، وهم يطالبون النظام القضائي بمكافحة الفساد بقوة وإخلاص. لكن سيكون من السذاجة بمكان أن يصدق الناس أن الدائرة الداخلية للنظام ستكون قادرة على تصحيح الأخطاء واستعادة ثروات الشعب التي استولى عليها رجال الدين وتكفيهم لعدة أجيال ليعيشوا في بحبوحة وأمان.
ليس من المبالغة القول إن سهام الغضب الشعبي في إيران موجهة مباشرة إلى رجال الدين حيث يعتقد عدد من الإيرانيين أنهم يقومون بأمور كثيرة خلف الأبواب في بيوتهم، وعندما يقوم أبناء الشعب بأي من هذه الأمور يقولون إن هذا شيء سيء وحرام.
ردة فعل الناس الأولية على الظروف الحالية كانت الهجوم على حوزات رجال الدين كرج (إحدى ضواحي طهران) حيث قام المهاجمون بكسر زجاج نوافذ البناء.
لا أحد يستطيع أن يهز دعائم النظام الإيراني أفضل من الرئيس الأمريكي ترامب بغض النظر عن الآراء المختلفة حول قراره الانسحاب من الاتفاقية النووية الإيرانية.
ترامب كتب تغريدة أخرى يخاطب فيها النظام الإيراني مساء يوم السبت وهو يشاهد الاضطرابات في شوارع إيران. في رأي ترامب فإن " ايران واقتصادهم في حالة سيئة جدا ويسوء بسرعة، انا سالتقي او لا التقي لا يهم ، الموضوع عائد لهم!"