هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
في الوقت الذي تشكّل فيه العقوبات الأمريكية القادمة على صناعة النفط الإيرانية -4 نوفمبر/ تشرين الثاني- تهديداً ينذر بإضعاف الاقتصاد الإيراني، يرى بعض المراقبين أن تواجد الرئيس الإيراني حسن روحاني في الأمم المتحدة في 25 سبتمبر/أيلول يوفر فرصة هامة ربما يلتقي خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو يعقد مباحثات جانبية في محاولة لإقناع الأمريكيين لتخفيف العقوبات. لكن مراقبين آخرين يبدون شكوكاً في أن يقدم وجود الرئيس الإيراني في نيويورك فوائد تذكر للجمهورية الإسلامية لأن الرئيس ترامب يريد أن يركز على تدخل الجمهورية الإسلامية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة خلال خطابه الأول الذي يفتتح به اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
في طهران، رجال الدين مشغولون في رسم خطة معاكسة عندما يظهر الرئيس روحاني بعد ظهر يوم 25 سبتمبر في الأمم المتحدة.
في الأيام الأخيرة التي تلت الهجمات الصاروخية على مطار البصرة وقرب السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء في بغداد، حذّر الجيش الأمريكي إيران من الرد واتهمها بدعم الميليشيات التي نفذت هذه الهجمات.
تقول واشنطن إنها ستحمّل طهران المسؤولية عن أي هجمات مستقبلية مثل تلك التي استهدفت القنصلية في البصرة والسفارة في بغداد.
ويخطط أعضاء مجلس شيوخ أمريكيون لتقديم مشروع قرار يوم الأربعاء، يهدف إلى مواجهة ما يقولون إنه تزايد النفوذ الإيراني في العراق، وسط مخاوف من هجمات في العراق من قبل جماعات يقول المسؤولون الأمريكيون إنها تابعة لإيران، حسب ما صرح به مسؤول من مجلس الشيوخ.
ويدعو مشروع القرار لفرض عقوبات متعلقة بالإرهاب على الميليشيات المدعومة من إيران ويدعو وزير الخارجية الأمريكية إلى نشر قائمة بالجماعات المسلحة التي تستلم مساعدات من حرس الثورة الإيراني.
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أضاع أيضاً فرصة لإصلاح العلاقات بين بلاده وبين دول الجوار العربية، ولم يعد دفاعه عن مواقف إيران يقنع المجتمع الدولي ولا الشعب الإيراني لتبرير ما يفعله النظام.
إذا كانت الميليشيات المدعومة من إيران تستطيع اليوم أن تهاجم السفارة الأمريكية في العراق أو ناقلات النفط في باب المندب، فإنها يمكن أن تفعل الشيء نفسه غداً ضد جهات أخرى في حال لم ينجح النظام البنكي الذي وعدت ألمانيا بتقديمه للنظام الإيراني في عكس اتجاه عقوبات ترامب على سبيل المثال، أو إذا اثارت فرنسا قضية الصواريخ البالستية مرة أخرى، أو حدثت أمور مشابهة لذلك. الشعب الإيراني والمجتمع الدولي جميعهم رهائن للجمهورية الإسلامية التي تحميها ميليشياتها الداخلية والخارجية.
الجانب الآخر من الحكاية هي سوريا التي وصلت التدخلات الإيرانية فيها إلى مستويات عميقة، وأي عمل عسكري تقوم به القوات السورية أو الروسية في إدلب يمكن أن تتحمل إيران مسؤوليته أيضا بسبب دعمها للأسد على الأرض.
ما لا يريده النظام الإيراني قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة هو حدوث ما يثير غضباً دولياً ضده، حيث إن الأمم المتحدة نفسها تحذر من أكبر كارثة إنسانية في القرن الـ 21 في حال حدوث هجوم روسي-سوري بدعم إيراني على إدلب، حيث يعيش حوالي 3 ملايين شخص.
إيران لا تحتاج إلى حدوث أي من هذه الأمور قبل سفر الرئيس روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف إلى نيويورك في محاولة للحصول على دعم دولي ضد الجولة الجديدة من عقوبات ترامب ضد الجمهورية الإسلامية.
إدلب لديها الآن بعض الوقت فيما تبدأ المباحثات الدبلوماسية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في الأسبوع القادم.