واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- برأ مجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس دونالد ترامب من تهمتي إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، في نهاية تاريخية لا مفر منها لمحاكمة عسيرة قاتلة ومريرة سيتردد صداها في رئاسيات 2020.
ولم يخل اليوم الأخير من محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ من الأجواء المثيرة، فقد أعلن السيناتور الجمهوري عن ولاية يوتا ميت رومني، أنه سيصوت لصالح اعتبار الرئيس الأمريكي مذنبًا بالنسبة لاتهامه بإساءة استخدام السلطة، ليصبح أول سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة يصوت لإقالة رئيس ينتمي إلى نفس حزبه.
واختتمت، مساء الأربعاء، ثالث محاكمة لرئيس أمريكي في تاريخ الولايات المتحدة، بعد أن انتهت نتائج التصويت في مجلس الشيوخ إلى أن ترامب غير مذنب بإساءة استخدام السلطة وعرقلة الكونغرس، وهما تهمتان وجههما مجلس النواب في ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى ترامب.
وكان رومني هو الجمهوري الوحيد الذي صوت لإدانة الرئيس بشأن مادة الاتهام الأولى من المساءلة (إساءة استخدام السلطة)، والانضمام إلى جميع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ بأغلبية 52 صوتًا مقابل 48 صوتًا.
بينما صوت رومني مع الجمهوريين ضد اتهام ترامب بعرقلة الكونغرس، حيث بلغ إجمالي الأصوات 53 مؤيدًا لبراءته مقابل 47 يرون أنه مذنب.
وكان حكم البراءة بمثابة الفصل الأخير من المحاكمة، التي استمرت 4 أشهر، التي أدت إلى اشتعال التوترات الحزبية التي كانت تندلع طوال فترة إدارة ترامب، وهي التوترات التي اشتعلت أثناء إلقاء ترامب خطاب الاتحاد رُغم أن الأخير تفادى التطرق إلى قضية عزله خلال حديثه.
ويمثل تصويت اليوم نهاية عملية إقالة ترامب بشكل رسمي، فيما من المؤكد أن ترامب ومنتقديه الديمقراطيين سيواصلون المعركة عبر قضية العزل تزامنا مع زيادة حرارة أجواء حملات الانتخابات الرئاسية.
وسيظل التأثير النهائي لعزل ترامب غامضًا حتى نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، عندما يكون للناخبين رأيهم حول ما إذا كان الرئيس الذي تمت محاكمته سيحصل على فترة ولاية ثانية أم لا.
وبدأت مساءلة ترامب في سبتمبر/أيلول عندما أعلنت رئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي، فتح قضية مساءلة ترامب، في أعقاب شكوى مجهولة من طارق جرس أبلغ أن ترامب طلب مساعدة انتخابية من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مكالمة هاتفية في يوليو/تموز 2019.
وكشف التحقيق الذي أجراه مجلس النواب في أعقاب ذلك عن جهد دام أشهرًا، حيث ضغط ترامب ومحاميه الشخصي رودي جولياني على أوكرانيا للإعلان عن تحقيقات مع خصوم ترامب السياسيين (نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية المقبلة).
بجانب قرار ترامب بحجب 400 مليون دولار من المساعدات الأمنية الأمريكية لأوكرانيا، لعدم استجابة كييف لطلب الرئيس الأمريكي.
وصوت مجلس النواب على عزل الرئيس على مادتي اتهامه في ديسمبر/كانون الأول، بدعم من جميع الديمقراطيين باستثناء اثنين.
وفي مجلس الشيوخ، عرف الديمقراطيون أن الأصوات لن تكون في صالح إقالة الرئيس، لذلك ركزوا جهودهم على الضغط من أجل محاكمة تشمل شهادات الشهود (وهو ما لم يحدث)، واستدعاء وثائق قام البيت الأبيض بحظرها أثناء التحقيق في قضية مجلس النواب.