هونغ كونغ، الصين (CNN) -- شككت الحكومة الصينية في صحة سجلات مراكز الاعتقال التي تم تسريبها من منطقة شينجيانغ الغربية، في بيانها الأكثر شمولاً حتى الآن بشأن التسريبات البارزة.
واحتوت وثيقة مُسربة على قائمة تضم 311 من سكان الأويغور من مقاطعة كاراكاكس في جنوب غرب شينجيانغ، وقد ثبت أن جميعهم قد وُضعوا في مراكز الاعتقال ومواقع إعادة التعليم، بسبب مجموعة واسعة من الجرائم المزعومة.
وحسب الوثيقة، كانت بعض أسباب الاحتجاز سلوكيات ثقافية أو دينية بسيطة، مثل الزواج في احتفال ديني أو ارتداء حجاب الوجه.
وفي مؤتمر صحفي عُقد السبت في أورومتشي عاصمة شينجيانغ، زعم حاكم مقاطعة كاراكاكس، محمد موتيغان أومرغان، "بعد تحقيق دقيق" أن العديد من السكان الذين ذُكروا في الوثائق لم يتم إحضارهم إلى المراكز مطلقًا. ولم تتم دعوة CNN إلى المؤتمر الصحفي أو منحها حق الوصول إلى النص الكامل لما قاله حاكم المقاطعة.
وقال أومرغان: "لقد كانوا يعملون ويعيشون في ظروف طبيعية ولم يشاركوا في التدريب على المهارات المهنية".
وقدمت CNN قائمة مُفصلة من الأسئلة حول السجلات المسربة إلى الحكومة الصينية قبل نشرها، لكنها لم تتلق ردًا بعد.
وتم تسريب الوثيقة إلى شبكة CNN، إلى جانب عدد من المؤسسات الإعلامية الدولية، ونشرت في 17 فبراير شباط الجاري.
وتم التحقق من ذلك من قبل فريق من الباحثين، بقيادة أدريان زينز، الزميل الرفيع لدراسات الصين في مؤسسة ذاكرة ضحايا الشيوعية.
وأكد الخبراء هويات 337 من بين أكثر من 2800 فرد وردت أسماءهم في الوثيقة، ولاحظوا أوجه التشابه بين الوثيقة المسربة وسجلات الحكومة الصينية الأخرى من شينجيانغ.
ودعمت CNN ذلك بشكل مستقل بنشرها تفاصيل 8 عائلات مذكورة في الوثائق.
وظلت شينجيانغ الواقعة في أقصى غرب الصين منذ قرون موطنا لعدد كبير من السكان من الجماعات العرقية ذات الغالبية المسلمة، وأكبرها شعب الإيغور.
ومنذ 2016، وردت تقارير عن قيام السلطات الصينية بوضع الأويغور وجماعات أخرى مثلهم في مراكز اعتقال جماعي، التي أشارت إليها بكين باسم "مراكز التعليم والتدريب المهني".
وفقًا لمعتقلين سابقين، يتم تعليمهم مهارات الدعاية للحزب الشيوعي ومهارات لغة الماندرين. وتحدث بعض المحتجزين أيضًا عن ظروف شبيهة بالسجن وادعوا أنهم تعرضوا للتعذيب، وهو ما نفته الصين.
وتقدر وزارة الخارجية الأمريكية أنه قد يتم نقل ما يصل إلى مليوني شخص إلى المخيمات. بينما ذكرت الحكومة الصينية أن المراكز طوعية ولم تعد تستخدم بكثافة في شينجيانغ.
وترجع أهمية السجلات المُسربة إلى كونها كشفت لأول مرة عن المعايير اليومية التي يمكن من خلالها احتجاز الأويغور والجماعات الإسلامية الأخرى إلى أجل غير مسمى في معسكرات إعادة التعليم.
من بين ورد ذكرهم في السجلات أشخاص اعتقلوا لأنهم يحملون جواز سفر غير مستخدم أو تنمو لحيتهم أو يُنظر إليهم على أنهم "تهديد محتمل". وبالنسبة لبعض المواطنين ، فإن "التهديد المحتمل" يمكن أن يعني أي شيء، مثل الولادة في حقبة الثمانينات أو بعدها.
وفي مقابلة سابقة مع CNN، قال الأكاديمي أدريان زينز إن السجلات أظهرت أن الأشخاص في كثير من الحالات كانوا محتجزين، بسبب أفعال "لا تشبه جريمة عن بعد".
وأضاف زينز لـCNN: "محتويات هذه الوثيقة مهمة حقًا لنا جميعًا، لأنها تظهر لنا العقلية المذعورة لنظام يسيطر على القوة العظمى الصاعدة والقادمة لهذا العالم".
وفي المؤتمر الصحفي الذي عُقد يوم السبت، قال حاكم مقاطعة كاراكاكس، محمود موتجان إن الإبلاغ عن الوثيقة كان "مليئًا بالافتراضات الذاتية" و"التخمين بالتمني"، مُعتبرًا أنه لا يتوافق مع الحقائق.
متحدثًا من خلف قناع الوجه في المؤتمر الصحفي، أخبر رجل من الأويغور الصحفيين أنه كان في "مركز تدريب"، لكنه أصر على أن ذلك كان "من أجل مصلحته".
وتابع الرجل المُلثم: "كان عقلي ممتلئًا بالتفكير الديني المتطرف. لم أكتسب رزقًا لعائلتي فحسب، بل لقد حظرت أيضًا على زوجتي القيام بذلك، لأنني اعتقدت أن كسب النساء للمال ضد الممارسات الإسلامية"، بحسب ما نشرته هيئة التليفزيون الصيني.
وفي وقت سابق، كان الحزب الشيوعي الحاكم قد أظهر أقارب المنشقين الأويغور أو المواطنين المذكورين في تسريبات على شاشات التلفزيون الرسمي "لدحض السلبيات".