أتلانتا، الولايات المتحدة (CNN)-- تراقب الولايات المتحدة المعلومات الاستخباراتية حول الحالة الصحية الخطرة لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، بعد خضوعه لعملية جراحية، وفقا لمسؤول أمريكي على علم مباشر بالأمر.
وغاب كيم جونغ أون مؤخرًا عن الاحتفال بعيد ميلاد جده في 15 أبريل نيسان، مما أثار تكهنات بشأن سلامته. وقد شوهد قبل ذلك بأربعة أيام في اجتماع حكومي.
وصرح مسؤول أمريكي آخر لـ CNN، الاثنين (بالتوقيت المحلي)، أن المخاوف بشأن صحة كيم موثوقة، ولكن من الصعب تقييم شدتها.
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "ديلي إن كيه"، وهي صحيفة على شبكة ةالإنترنت مقرها في كوريا الجنوبية وتغطيتها مُركزة على كوريا الشمالية، أن كيم أجرى عملية جراحية في نظام القلب والأوعية الدموية في 12 أبريل نيسان الجاري.
وحسب الموقع الإخباري، أجرى زعيم كوريا الشمالية العملية بسبب "التدخين المفرط والسمنة والإرهاق"، وأنه يتلقى الآن العلاج في فيلا في مقاطعة هيانغسان بعد خضوعه للجراحة.
وبعد تقييم تحسن حالة كيم، عاد جزء من الفريق الطبي الذي يعالجه إلى بيونغ يانغ في 19 أبريل نيسان، فيما بقي بعضهم للإشراف على وضعه حتى تماثله للشفاء، وفقًا للموقع الإخباري. بينما CNN غير قادرة على تأكيد مدى دقة ما ورد في التقرير بشكل مستقل.
ورفض مجلس الأمن القومي ومكتب مدير المخابرات الوطنية الأمريكية التعليق عندما تواصلت معهما CNN، الاثنين. كما تواصلت CNN مع وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ووزارة الخارجية الأمريكية للحصول على تعليق وطلبت تعليقات من مسؤولين في كوريا الجنوبية.
ويعد جمع المعلومات الاستخباراتية من كوريا الشمالية أمر صعب - وهو أحد أكثر الأهداف تحديًا للاستخبارات الأمريكية.
وتسيطر كوريا الشمالية بإحكام على أي معلومات تحيط بقائدها، الذي يُعامل تقريبًا كإله داخل البلاد. وغالبًا ما يثير غيابه عن وسائل الإعلام الرسمية تكهنات وشائعات حول صحته.
وليس لدى كوريا الشمالية صحافة حرة، وغالباً ما تكون غائبة عندما يتعلق الأمر بقيادة البلاد. ويعتمد المحللون بشكل كبير على مسح إرساليات وسائل الإعلام الحكومية ومشاهدة مقاطع الفيديو الدعائية لأي مظهر من مظاهر الأدلة.
وفي آخر مرة، ظهر كيم جونغ أون في وسائل الإعلام الرسمية لكوريا الشمالية في 11 أبريل نيسان. بينما لم يتم الإشارة رسميًا إلى أي تحرك لكيم في 15 أبريل، أهم عطلة في البلاد، حيث ذكرى ولادة الأب المؤسس للبلاد، كيم إيل سونغ.
والخبراء غير متأكدين ما يمكن استنتاجه من غياب كيم من أي احتفالات خاصة بجده. عندما لم يحضر قادة كوريا الشمالية إلى هذه الاحتفالات الهامة في الماضي، فقد أوجد ذلك تطورات كبيرة.
وقال بروس كلينغنر، أحد كبار الباحثين وزميل في مؤسسة التراث والنائب السابق لرئيس قسم وكالة الاستخبارات المركزية المعني بكوريا الشمالية: "كان هناك عدد من الشائعات الأخيرة حول صحة كيم (التدخين والقلب والدماغ). إذا تم نقل كيم إلى المستشفى، فسيفسر ذلك سبب عدم حضوره في احتفالات 15 أبريل المهمة".
وأضاف كلينغنر: "ولكن، على مر السنين، كان هناك عدد من الشائعات الصحية الكاذبة حول كيم جونغ أون أو والده. علينا أن ننتظر ونرى".
وأعقب غياب كيم جونغ إيل، زعيم كوريا الشمالية السابق، عن عرض احتفال بالذكرى السنوية الستين لتأسيس البلاد في 2008، جدلا حول حالته الصحية السيئة. وتم الكشف لاحقًا عن إصابته بجلطة، وبعد ذلك استمرت صحته في التدهور حتى وفاته في 2011.
واختفى كيم جونغ أون عن أعين الجمهور لأكثر من شهر في 2014، مما أثار تكهنات حول صحته. في حين عاد وهو يسير بعكاز، وبعد ذلك بأيام قالت الاستخبارات الكورية الجنوبية إنه أزال كيسًا من كاحله.
وقال جون ديلوري، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة يونسي في سيول: "من السهل أن تكون مخطئًا في هذا الأمر".
وولد كيم جونغ أون في 8 يناير كانون الثاني. ويعتقد على نطاق واسع أنه في الثلاثينات من عمره، على الرغم من أن سنة ميلاده غير متاحة للعامة.
وهو الابن الأصغر للزعيم الكوري الشمالي السابق كيم جونغ آيل.
وتخرج زعيم كوريا الشمالية في أكاديمية كيم إيل سونغ العسكرية (2002-2007).
وفي 17 ديسمبر كانون الأول 2011، توفي والد زعيم كوريا الشمالية عن عمر يناهز 69 عامًا.
ومع آخر نهار في 2011، تولى كيم جونغ أون قيادة الجيش الكوري الشمالي. وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية التي تديرها الدولة، أنه تم نقل السلطة إليه في 8 أكتوبر تشرين الثاني بناءً على طلب من والده.