لندن، المملكة المتحدة (CNN)-- في أول ظهور له بعد تعافيه من الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، طالب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، مواطنيه، الاثنين، بالصبر على إجراءات التباعد الاجتماعي التي فرضتها حكومته للحد من انتشار فيروس كورونا.
وقال جونسون في خطاب له أمام الجمهور في أول أيام عمله في داونينج ستريت بعد خروجه من المستشفى، إن المملكة المتحدة تحرز تقدمًا في معالجة تفشي المرض، مع عدد أقل من حالات دخول وحدة العناية المركزة بالمستشفيات التي تستقبل مرضى فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن المؤشرات تؤكد عبور بلاده مرحلة ذروة تفشي المرض.
وحذر جونسون من أن المملكة في لحظة "الخطر الأقصى"، مع تلاشي صبر المواطنين في بريطانيا على التدابير المفروضة لوقف انتشار الفيروس، لافتًا إلى انه يتفهم مخاوف أصحاب المتاجر ورجال الأعمال من الآثار الاقتصادية لتفشي الوباء.
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني، أن تخفيف القيود المفروضة في بلاده للحد من انتشار الفيروس، يخاطر بإمكانية وقوع ذروة ثانية للمرض ووقوع المزيد من الخسائر في الأرواح، بحسب وصفه.
وشكر بوريس جونسون، وزير خارجيته دومنيك راب، والذي انتدبه لإدارة مهام منصبه، خلال فترة تلقيه العلاج في مستشفى سانت توماس في وسط العاصمة لندن، وتابع "أنا آسف لأني ابتعدت عن مكتبي لفترة أطول مما كنت أتمنى".
من جانبه، حذر أحد علماء الأوبئة الرائدين في بريطانيا، من أن المملكة المتحدة يمكن أن تواجه أكثر من 100 ألف حالة وفاة بسبب فيروس كورونا المستجد، في وقت لاحق من هذا العام، إذا قامت الحكومة بتخفيف القيود المفروضة للحد من انتشار الفيروس.
وقال نيل فيرغسون في مقابلة مع موقع Unherd الإلكتروني، إن "الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الوفاة، هم كبار السن في دور الرعاية أو من يعانون من ظروف صحية أخرى".
وعبر فيرغسون عن شكوكه في جدوى تخفيف القيود الحكومية مع تركيز الجهود على الفئات الأكثر تأثرًا بالمرض، مضيفًا "أشك في أن تكون هذه الاستراتيجية قابلة للتطبيق"، بحسب وصفه.
وتتعرض الحكومة البريطانية لضغوط لتخفيف بعض القيود المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا.
وأوضح فيرغسون أستاذ علم الأحياء في جامعة إمبريال كوليدج في لندن، أن سياسة الحكومة البريطانية في فرض قيود فيروس كورونا، كانت ناجحة في الحد من انتشار المرض.
وتابع "نعتقد أننا قللنا من انتقال العدوى، لقد حدث انخفاض فعلي بنسبة 80 إلى 90 % في الاتصال بين الأشخاص في مختلف الأسر. لقد خفضنا عدد التكاثر في مكان ما في المنطقة من 0.6 إلى 0.7 ، وهو ما يعني أن الوباء في انخفاض الآن "، مؤكدًا أن "التحدي في المستقبل هو عدم السماح بمساحة كبيرة للاسترخاء، إذا أردنا الابتعاد عن الإغلاق، إعادة فتح المدارس، وإعادة فتح أماكن العمل، والسماح للأشخاص بالذهاب للتسوق مرة أخرى، علينا استبدال التدابير".