دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- طالبت منظمة العفو الدولية (أمنيستي) السلطات التونسية بإيقاف محاكمة آمنة الشرقي، التي نشرت عبر حسابه على "فيسبوك"، في 2 مايو/ أيار، صورة بعنوان "سورة كورونا"، وفيها كلمات عن فيروس كورونا المستجد بشكل يحاكي طريقة كتابة الآيات القرآنية، ما اعتبرها كثيرون "مسيئة" للقرآن والإسلام، بينما رأى آخرون أنها "حرية تعبير".
وقالت منظمة العفو الدولية إنه يجب على السلطات التونسية وقف محاكمة آمنة الشرقي، التي من المقرر أن تبدأ اليوم الخميس، وإسقاط جميع التهم الموجهة إليها، مضيفة أن آمنة الشرقي "تلقت رسائل من أشخاص يهددون بقتلها أو اغتصابها، ومع ذلك تقاعست السلطات في اتخاذ إجراءات لحمايتها، أو التحقيق في هذه التهديدات".
واعتبرت نائب المدير الإقليمي لشمال أفريقيا والشرق الاوسط في منظمة العفو آمنة القلالي أن محاكمة الشابة التونسية "ما هي إلا مثال آخر على كيف أن السلطات، على الرغم من التقدم الديمقراطي في تونس، تواصل استخدام القانون القمعي لتقويض حرية التعبير".
وقالت القلالي: "من غير المقبول أن يواجه شخص ما عقوبة بالسجن تصل إلى 3 سنوات فقط لمشاركته تعليقاً ساخراً على فيسبوك. فهذه المحاكمة تبعث برسالة مفادها أن أي شخص يجرؤ على التعبير عن رأي مثير للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي يواجه خطر العقاب".
وأضافت: "نطالب السلطات بوقف ملاحقتها قضائياً فوراً، والتحقيق في التهديدات المثيرة للقلق بالقتل والاغتصاب التي تتلقّاها، وضمان توفير الحماية لها". وتابعت بالقول: "يمتد الحق في حرية التعبير إلى التعبير الذي قد يعتبره البعض صادماً أو مسيئًا، ويجب على الحكومة التونسية تعديل قوانينها حتى تتماشى مع حقوق الإنسان، وتتوقف عن ملاحقة الناس قضائياً بسبب تعبيرهم السلمي".
وكانت النيابة التونسية وجهت إلى آمنة الشرقي تهمة "الدعوة إلى الكراهية بين الأجناس أو الأديان أو السكان وذلك بالتحريض على التمييز واستعمال الوسائل العدائية"، وهي تهمة قد تصل عقوبتها إلى السجن 3 سنوات.
من جانبها، قالت آمنة الشرقي، عبر صفحتها على "فيسبوك"، عشية بدء محاكمتها إنها "بريئة من كل هذه التهم"، مضيفة: "قمت بإعادة نشر صورة متداولة على فيسبوك الخاص بدون سوء نية، أنا لست مجرمة... نشرت محتوى على فايسبوك كما ينشر الآلاف والملايين من الاشخاص على حسابهم الخاص".