أتلانتا، الولايات المتحدة (CNN)-- لم يملأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ساحة مسيرته الانتخابية إلى أكثر من 19 ألف شخص، مساء السبت، رُغم التباهي بأن حوالي مليون شخص حجزوا تذاكر للحضور إلى تولسا في ولاية أوكلاهوما.
ربما كان العديد من أولئك الذين طلبوا التذاكر يتصيدون الرئيس - في حيلة نُظمت بشكل رئيسي من خلال منصة التواصل الاجتماعي تيك توك - TikTok.
في الأسبوع الماضي، غرد ترامب بأن "ما يقرب من مليون شخص طلبوا تذاكر رالي ليلة السبت في تولسا، أوكلاهوما!".
وقال مسؤول محلي إنهم توقعوا ظهور 100 ألف شخص بالقرب من ساحة الفعالية. ولكن يوم السبت، لم يملأ الحاضرون المسجلون الساحة.
تم بذل جهد منسق على تطبيق تيك توك في الأيام التي سبقت مسيرة ترامب يوم السبت، مما شجع الناس على التسجيل عبر الإنترنت للحدث المجاني وعدم الحضور. ويُنظر إلى تيك توك عادةً على أنه منصة لرقص المراهقين وليس بالضرورة العمل السياسي.
وقال براد بارسكال، مدير حملة ترامب الرئاسية 2020، لـCNN الأحد: "اليساريون والمتصيدون على الإنترنت يعتقدون أنهم بطريقة ما أثروا على الحضور، ولا يعرفون ما يتحدثون عنه أو كيف تعمل مسيراتنا".
وأضاف بارسكال أن "التسجيل في مسيرة يعني أنك قمت بالرد على رقم هاتف خليوي ونستمر في التخلص من الأرقام المزيفة، كما فعلنا مع عشرات الآلاف في مسيرة تولسا، في حساب مجموع الحضور المحتمل لدينا. لا تحسب طلبات التذكرة المزيفة هذه أبدًا كعامل في تفكيرنا".
وذكرت CNN في وقت سابق أن مسؤولًا في حملة ترامب قد رفض اقتراحًا بأن مثل هذه الأشياء لعبت دورًا في الإقبال، قائلة لـCNN يوم السبت: "لقد حصلنا على 300 ألف اشتراك حقيقي من الجمهوريين الذين صوتوا في الانتخابات الأربعة الماضية. هؤلاء ليسوا أطفال تيك توك. كان الخوف من الاحتجاجات العنيفة. هذا واضح مع قلة العائلات والأطفال في المسيرة. لدينا عادة آلاف العائلات".
في حين يبدو أن جهد تيك توك قد شمل بشكل كبير المراهقين والشباب الآخرين، يبدو أن ماري جو لوب، وهي جدة تبلغ من العمر 51 عامًا تعيش في فورت دودج بولاية أيوا، لعبت دورًا محوريًا في تشجيع الناس على زيارة موقع ترامب على الإنترنت، والتسجيل لحضور الحدث - وليس للحضور.
وعبر حسابها في تيك توك، خاطبت ماري جو لوب نحو ألف من متابعيها عبر تيك توك: "من منا يريد رؤية هذه القاعة التي يبلغ عدد مقاعدها 19000 بالكاد مليئة أو فارغة تمامًا، قوموا بحجز التذاكر الآن واتركوه يقف بمفرده على المسرح".
وبعد ذلك، إلى جانب الرقصات التي تم تصميمها بشكل كوميدي في ساحة المدرسة، أصبحت دعوة الجدة تحديًا خاصًا بها. وبدأ مستخدمو تيك توك المُلهمون بفكرتها في نشر مقاطع فيديو تظهر أنهم سجلوا أيضًا في الحدث. وسجلت مشاركات مماثلة عبر انستغرام وتويتر آلاف الإعجابات.
ودعا أحد مقاطع الفيديو، الذي حصل على أكثر من ربع مليون مشاهدة، محبي موسيقى البوب الكورية الجنوبية على وجه الخصوص إلى الانضمام إلى حملة التصيد.
ومحبو هذه الموسيقى، المعروفون باسم كي – بوب K-pop، يعتبرون بمثابة قوة على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد نشروا أكثر من 6 مليار تغريدة في العام الماضي وحده. ولديهم تاريخ في عمل فعاليات من أجل قضايا العدالة الاجتماعية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، احتشد معجبو البوب الكوري حول حركة "حياة السود مُهمة".
أما لوب، التي قالت إنها عملت ضمن حملة المرشح الرئاسي السابق بيت بوتيجيج في ولاية آيوا في الخريف الماضي، أخبرت CNN أنها وجهت النداء الأولي للحجز الوهمي للتذاكر نتيجة الانزعاج من أن التجمع كان من المقرر أن يتم في الأساس بالتزامن مع العيد الذي يحيي ذكرى نهاية العبودية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وليلة السبت، في وقت أظهرت الصور أقسامًا فارغة من ساحة تولسا، فيما احتفلت لوب ومستخدمو تيك توك الشباب. وكتب أحدهم: "الجيل Z لا يمكن إيقافه".
وغردت النائبة الديمقراطية ألكسندرا أوكاسيو كورتيز في تعليقها على مدير حملة ترامب براد بارسكال: "لقد هزّك المراهقون للتو على تيك توك الذين غمروا حملة ترامب مع حجوزات التذكرة المزيفة، وخدعوك لتعتقد بأن مليون شخص أرادوا" ملء الساحة خلال جائحة كورونا.