(CNN)-- ظروف قاسية وتعذيب نفسي وضرب جسدي حتى، هكذا وصف السجناء السابقون لشبكة CNN الظروف داخل المستعمرة العقابية التي تم إرسال زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني إليها الآن. تحدث أحد العاملين في مجال حقوق الإنسان عن صدمته عندما سمع أن نافالني قد نُقل إلى هذه المنشأة بالذات - Penal Colony IK-2 - في منطقة فلاديمير، التي تبعد قرابة ساعتين من موسكو. وصفها بأنها "خارجة عن القانون" وحذر من أنها "تكسر" السجناء.
وكان مراسل CNN، ماثيو تشانس، قد ذهب إلى موقع المستعمرة العقابية، حيث سيمضي أليكسي نافالني عامين ونصف هناك. المستعمرة على بعد بضع ساعات من موسكو، ما يعني أن من الأسهل على عائلته وأصدقائه وزملائه زيارته هناك. لكن هذا لا يعني أن زعيم المعارضة الروسية يحظى بمعاملة سهلة، لأن هذه المستعمرة العقابية تحديداً داخل منطقة فلاديمير هي واحدة من أسوء المنشآت سمعة في روسيا.
الناقد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نافالني، ظهر حليق الرأس في صورة نشر معها انطباعاته عن المنشأة على إنستغرام، قائلاً: "لم تكن لدي فكرة بإمكانية تنظيم معسكر اعتقال حقيقي بالقرب من موسكو".
أما الفريق الذي يقف خلف نافالني - والذي نجا فعلاً من التسميم بغاز أعصاب قبل أن يسجن - بث أيضاً المقاطع المصورة بطائرة درون، تظهر المبنى الكئيب الذي يأكل ويعمل وينام فيه سجناء المستعمرة العقابية. وقال سجناء سابقون إن 50 إلى 60 شخصاً يحشرون داخل مسكن واحد، وهذا ليس مثالياً وسط الجائحة.
من جانبه، قال السجين السابق، كونستانتين كوتوف، إنه لن ينسى أبداً محنته بالداخل، إذ قال إنه سجن هنا مرتين بعد اعتقاله في مظاهرات مناوئة للكرملين، مستحملاً ما وصفه بالتعذيب النفسي لقرابة عام،
ولن يكون الأمر سهلاً، كما قال، بالنسبة لأليكسي نافالني أيضاً. وأشار كوتوف إلى أن الحرّاس "يحرمونك من الحديث مع المتهمين الآخرين، وتقف على قدميك طوال اليوم، من الـ6 صباحاً حتى الـ10 مساءً، ولا يسمح لك أبداً بالجلوس. لا يمكنك القراءة حتى أو كتابة الرسائل، وإذا خالفت أي قانون فسوف يتم تأديبك وإذلالك وعزلك أكثر".
في الجانب الآخر، أصرت سلطة السجن الروسية على أن نافالني سيتم التعامل معه كأي سجين آخر، ولن يتم تمييزه. رغم ذلك، إلا أن روسيا سريّة للغاية فيما يتعلق بسجونها، لأن الأوضاع بالداخل سيئة، ليس في السجن الذي يقبع فيه نافالني حالياً فقط، وإنما في كل السجون عبر البلاد.
فقد نشرت صحيفة روسية مؤخراً مقطع فيديو يظهر تعرض السجناء للضرب بقسوة من قبل حراس في مستعمرة عقابية في يوروسلاف، وهي منطقة مجاورة لتلك التي يحتجز فيها نافالني. وقد أدانت المحاكم الروسية عدداً من الأشخاص لتورطهم فيما أصبحت فضيحة السجون الوطنية، لكن من المعروف بين السجناء أن هذا النوع من الضرب منتشر جداً.
لكن بعد فضيحة تسميم نافالني، كما يقول كوتوف، فمن المحتمل أن روسيا ستبقي زعيم المعارضة بصحة جيدة، فهدفهم هو الحد من قدرته على التواصل وحرمانه من صوته، إضافة إلى إبقاء أبرز نقاد الكرملين بعيداً عن الأنظار على نحو صارم.