ماكرون: فرنسا مسؤولة عن الإبادة الجماعية في رواندا.. وأطلب "هدية الغفران" من الناجين

العالم
نشر
4 دقائق قراءة

باريس، فرنسا (CNN)-- أقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، علنًا بـ "المسؤولية الجسيمة" لفرنسا في الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، وقال إن الناجين فقط هم من يمكنهم منح "هدية الغفران".

وقال ماكرون، الخميس، عقب زيارة نصب غيزوزي التذكاري في العاصمة الرواندية كيغالي: "لم تفهم فرنسا، أثناء محاولتها منع نشوب صراع إقليمي أو حرب أهلية، أنها في الواقع تقف إلى جانب نظام إبادة جماعية".

وأضاف ماكرون: "من خلال القيام بذلك، فإنها تتحمل مسؤولية جسيمة"، في أقوى اعتراف علني بالمسؤولية من زعيم فرنسي حتى الآن.

واختتم ماكرون حديثه قائلاً: "في هذا الطريق، فقط أولئك الذين قضوا الليل يمكنهم، ربما، أن يغفروا لنا، ويعطينا هدية الغفران".

بينما قال الرئيس الفرنسي إن بلاده "ليست متواطئة" في الإبادة الجماعية لأن القتلة ليسوا فرنسيين، تعهد بأنه "لن يتمكن أي مرتكب جريمة إبادة جماعية مشتبه به من تجنب العدالة"، لأن "الاعتراف بماضينا هو أيضًا - وقبل كل شيء - يكمل عمل العدالة".

وطالب نشطاء بمحاكمة الجناة الذين يعيش بعضهم في فرنسا منذ سنوات.

وتهدف زيارة ماكرون إلى كيغالي إلى أن تكون خطوة أخيرة في تطبيع العلاقات بين فرنسا ورواندا، التي عكر صفوها لفترة طويلة تورط فرنسا في الإبادة الجماعية، بحسب الإليزيه.

في 1994، قُتل حوالي 800 ألف من عرقية التوتسي على أيدي مليشيات الهوتو المدعومة من الحكومة الرواندية. واُتهمت فرنسا بالفشل في منع الإبادة الجماعية ودعم نظام الهوتو، حتى بعد أن بدأت المجازر.

مجموعات الناجين من الإبادة الجماعية في رواندا ترد على خطاب ماكرون

وأبدت مجموعات الناجين من الإبادة الجماعية في رواندا، في حديثها إلى شبكة CNN، ردود فعل متباينة على اعتراف الرئيس الفرنسي بمسؤولية فرنسا في الإبادة الجماعية في رواندا.

وقالت دافروزا غوتييه، باحثة في الإبادة الجماعية في رواندا وعضو في تجمع المدعين المدنيين لرواندا، لشبكة CNN، إنها تشعر "بخيبة أمل كبيرة" لأن ماكرون لم يعتذر بوضوح.

وأضافت غوتيه أنه (ماكرون) "قال إن الضحايا هم وحدهم من يمكنهم العفو عن فرنسا. ولكن كيف يمكنهم العفو إذا لم يسأل أحد؟".

وقال رئيس الرابطة الفرنسية الرواندية للناجين، إيبوكا إتيان نسانزيمانا، لشبكة CNN إنه "على الرغم من أن الناجين أرادوا اعتذارًا واضحًا، إلا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب العفو بعبارة أخرى".

وتابع نسانزيمانا: "قال إننا بحاجة إلى الاستماع إلى الناجين، ونفترض أن خطابه ستتبعه أفعال أخرى".

وخلال مؤتمر صحفي عقب خطاب ماكرون ، قال الرئيس الرواندي بول كاغامي إن "ما قاله الرئيس ماكرون أقوى من الاعتذار: إنها الحقيقة".

وردا على سؤال من الصحفيين حول عدم وجود اعتذار واضح خلال المؤتمر الصحفي ، قال ماكرون إنه "يتفهم أن الجمعيات كانت تطلب المزيد من الاعتذارات المباشرة أو الصفح".

لكن ماكرون قال إن "كل ما يمكنني تقديمه هو الاعتراف الرسمي" بمسؤولية فرنسا.

وتابع الرئيس الفرنسي: "الغفران ليس شيئاً أستطيع أن أمنحه لنفسي".