أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- في إحدى ليالي ديسمبر الماضي، بينما كان بيتر وليزا مارشال يجلسان على الأريكة ويشاهدان برنامجهما التلفزيوني المفضل، نظر بيتر إلى ليزا وسألها عما إذا كانت تقبل الزواج منه. لكن ما لم يتذكره بيتر، البالغ من العمر 56 عامًا، هو أنهما كانا متزوجين بالفعل.
بعد تشخيصه بمرض الزهايمر المبكر منذ ثلاث سنوات، بدأ بيتر يفقد ذكرياته، حتى ذكرياته الرومانسية على مدار 12 عامًا من زواجهما.
وقالت ليزا، البالغة من العمر 54 سنة، لشبكة CNN، إنه كان واضحًا أن شيئًا ما في زوجها يتغير، لكن التكيف مع واقعهم الجديد كان صعبًا.
بدأ الأمر عندما استمر في نسيان مفاتيحه، ثم محفظته، ثم بدأ ينسى الكلمات وما تعنيه. في بعض الأحيان، كان يكافح من أجل تجميع الجمل. لكنها ظلت تقول لنفسها إن هذا كان فقط لأنهما يكبران في السن.
بعد إجراء اختبارات مكثفة، تم تشخيص بيتر بمرض الزهايمر في 30 أبريل 2018. وسرعان ما استحوذ المرض على حياة الزوجين، واختفت الذكريات التي اعتقدا أنها ستبقى معهم مدى الحياة من ذاكرة بيتر. واحدة من تلك الذكريات العزيزة كانت زواجه.
في المرة الأولى التي نسي فيها زوجته، كانا في رحلة إلى منزلهم المستأجر في ولاية رود آيلاند الأمريكية، الذي يذهبان إليه بانتظام للاستمتاع بالشاطئ.
وقالت ليزا: "عندما كنا في طريقنا إلى المنزل ذات مرة، كان بيتر يعطيني التوجيهات ثم ظل يقول أشياء مثل، هذا هو الطريق إلى منزلي، كما لو كنت سائقًا غريبًا".
وفي 12 ديسمبر/ كانون الأول 2020، بينما كان بيتر وليزا يشاهدان مسلسلهما التلفزيوني المفضل "New Girl"، جعلها مشهد زفاف تبكي. ولاحظ بيتر دموعها، قبل أن يشير إلى الشاشة ويقول: "لنفعلها".
وقالت ليزا إنها شعرت بدهشة شديدة وسألته "ماذا نفعل؟"، فرد عليها قائلا: "نتزوج"، وعلى وجهه ابتسامة عريضة، مضيفًا: "سيكون هناك الكثير من التجهيزات"، دون أن يدرك أنه تقدم لخطبة زوجته للتو.
وأضافت ليزا: "لقد كانت لحظة مؤثرة جدًا بالنسبة لي، لقد وقع في حبي مرتين، أشعر بالفخر، أشعر وكأنني أميرة، مثل سندريلا. أنا الفتاة الأكثر حظًا في العالم".
بعد إرسال مقطع فيديو لأبنائها للحظات التي تلت طلب الزواج، شجع الأبناء الزوجين على تكريم حبهما الدائم من خلال تجديد عهود الزواج وإقامة حفل زفاف جديد. وعلى الرغم من بعض التردد، وافقت ليزا. وفي 26 أبريل، احتفلا الزوجان بزواجهما مجددًا.
ومع تقدم المرض، الذي يسبب الآن الهلوسة والبارانويا وفقدان الذاكرة الشديد، قالت ليزا إنها تتعامل مع الأمر يومًا بيوم. وأضافت: "بصرف النظر عما سيحدث، سواء بقي في المنزل أو انتقل إلى مركز رعاية الذاكرة، سنبقى معًا حتى النهاية. لا شيء يمكن أن يفرق بيننا. لا شيء".