(CNN)-- اندلعت اشتباكات عنيفة مساء الخميس حول وادي بنجشير (بانشير) شمال أفغانستان بين مقاتلي طالبان وجماعة مناهضة لطالبان، بحسب مصدر داخل الحركة.
ويعد وادي بنجشير، وهو منطقة جبلية يصعب الوصول إليها شمال كابول، آخر معقل رئيسي ضد حكم طالبان، وله تاريخ طويل في مقاومة الجماعة المتمردة.
واستمر القتال المتقطع بين طالبان وجبهة المقاومة الوطنية منذ أسبوعين. وحشدت حركة طالبان قوات في إقليم بانجشير ومحيطه في الأسابيع الأخيرة، وقالت يوم الاثنين إنها استولت على ثلاث مناطق في الوادي.
وقال مصدر في جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية إن الاشتباكات الليلية بين طالبان وجبهة المقاومة الوطنية الأفغانية بدأت في وقت متأخر من يوم الخميس وكانت شديدة للغاية.
وأضاف المصدر "أنهم (طالبان) يستخدمون قوتهم القصوى للدخول، لكن الاشتباكات ما زالت مستمرة".
في وقت سابق الخميس، قال فهيم دشتي، المتحدث باسم جبهة المقاومة الوطنية، في رسالة صوتية إن طالبان فقدت 40 (مقاتلا) من قواتها في محاولاتها المستمرة لدخول بانجشير. وقال علي نظاري، متحدث آخر باسم الجماعة، الخميس، إن طالبان فقدت أيضًا عددًا من المعدات الثقيلة والأسلحة التي تم تدميرها.
لم تتحقق شبكة CNN بشكل مستقل من خسائر طالبان.
بشكل منفصل، قدم مصدر من طالبان مقاطع فيديو يُزعم أنها للقتال وما أعقبه. لم تتمكن CNN من التحقق على الفور من الموقع أو وقت تصوير مقاطع الفيديو.
يوم الأربعاء، دعا زعيم طالبان بانجشير إلى قبول العفو وتجنب القتال، لكنه أقر بأن المفاوضات لم تسفر حتى الآن عن أي نتيجة. وقال إن الموقف "يجب حله سلميًا"، لكنه لم يتطرق بشكل مباشر إلى مزاعم تجدد القتال وسقوط ضحايا.
ويعد وادي بانجشير مركزًا لحرب العصابات الأفغانية، وقد قاوم الاحتلال الأجنبي منذ فترة طويلة، من جيش الإمبراطورية البريطانية إلى القوات السوفيتية وطالبان.
تلعب التضاريس الطبيعية الوعرة التي يتعذر الوصول إليها دورًا في نجاحها الدفاعي، مما يمنح القوات المحلية ميزة على الغزاة المحتملين.
بعد أن انسحب الاتحاد السوفياتي، الذي كان يسيطر على كابول وأجزاء كبيرة من البلاد في الثمانينيات، من أفغانستان في 1989، انقسمت فصائل مختلفة من المجاهدين - أو المجاهدين الإسلاميين - إلى مجموعات، تقاتل من أجل السيطرة على البلاد.
سرعان ما تم تشكيل تحالف الشمال - الذي أصبح الآن مكونًا رئيسيًا في جبهة المقاومة الوطنية. بقيادة أحمد شاه مسعود، تمكنت المجموعة من الحفاظ على وادي بانجشير خاليًا من نفوذ طالبان. وقاد مسعود هجومًا ضد طالبان حتى اُغتيل على يد عنصرين في تنظيم القاعدة قبل يومين من هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.
تحالف الشمال، وجبهة المقاومة الوطنية الأوسع، يقودهما الآن نجل مسعود، أحمد مسعود، الذي تعهد بمواصلة القتال ضد طالبان في أعقاب سيطرتهم الوشيكة على أفغانستان.
يجمع مسعود وجبهة المقاومة الوطنية الآن القوات المناهضة لطالبان في وادي بانجشير، التي تضم قوات المقاومة المحلية بالإضافة إلى فلول الجيش الأفغاني السابق.
كما لجأ الأشخاص الفارون من طالبان، بمن فيهم نائب الرئيس الأفغاني السابق، أمر الله صالح، إلى الوادي.
وقال مسعود لشبكة CNN، في مقابلة يوم الأربعاء: "طالبان لم تتغير، وما زالوا يسعون وراء الهيمنة في جميع أنحاء البلاد"، موضحًا: "نحن نقاوم الهيمنة والتعصب والقمع الذي تمارسه قوة سياسية واحدة على غالبية السكان الذين لا يؤيدونها".
وأضاف أنه وجبهة المقاومة الوطنية مازالا يحاولان التفاوض مع طالبان - لكن حتى الآن، هذا الحوار "لم يسفر عن أي شيء ملموس".
وتُجرى المحادثات في مدينة شاريكا، عاصمة مقاطعة باروان المجاورة.
"للمفاوضات حدودها"، قالها مسعود مستشهدًا بمقولة جنرال عسكري بروسي بارز، مؤكدًا أن "الحرب هي استمرار للسياسة، وإذا واجهنا العدوان سنضطر للقتال وشن المقاومة للدفاع عن أرضنا وشعبنا وقيمنا".