الجزائر تحتج على تصريحات منسوبة لماكرون وتستدعي سفيرها: جرائم فرنسا الاستعمارية لا تعد ولا تحصى

العالم
نشر
3 دقائق قراءة
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
Credit: GettyImages

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت الرئاسة الجزائرية استدعاء سفيرها في باريس للتشاور، ورفضها "التدخل" الفرنسي بعد ما وصفته بـ"التصريحات غير مسؤولة" المنسوبة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

كانت صحيفة "لوموند" الفرنسية قد نشرت، السبت، تصريحات منسوبة لماكرون تساءل فيها عما "إذا كان هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي"، ونسبت الصحيفة لماكرون قوله: "بناء الجزائر كأمة ظاهرة تستحق المشاهدة. هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟ هذا هو السؤال".

وقالت الصحيفة الفرنسية إن ماكرون أدلى بهذه التصريحات خلال مأدبة غداء في قصر الإليزيه حيث التقى 18 شابًا من أحفاد الذين عاشوا خلال الحرب في الجزائر. وتواصلت شبكة CNN مع قصر الإليزيه للتعليق لكن دون رد بعد.

وقالت الرئاسة الجزائرية، في بيان، إنه "عقب التصريحات غير المفندة التي نسبتها العديد من المصادر الفرنسية لرئيس الجمهورية الفرنسية، تعرب الجزائر عن رفضها القاطع للتدخل غير المقبول في شؤونها الداخلية مثلما ورد في هذه التصريحات".

وأضافت الرئاسة الجزائرية أن "هذه التصريحات تحمل في طياتها اعتداء غير مقبول لذاكرة 5 ملايين و630 ألف شهيد الذين ضحوا بالنفس والنفيس في مقاومتهم البطولية ضد الغزو الاستعماري الفرنسي، وكذا في حرب التحرير الوطني المباركة".

وتابعت الرئاسة الجزائرية بالقول إن "جرائم فرنسا الاستعمارية في الجزائر لا تعد ولا تحصى وتستجيب لتعريفات الإبادة الجماعية ضد الانسانية. فهذه الجرائم التي لا تسقط بالتقادم لا يجب أن تكون محل تلاعب بالوقائع وتأويلات تخفف من بشاعتها"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية.

واعتبرت رئاسة الجمهورية أن "نزعة أصحاب الحنين للجزائر الفرنسية والأوساط التي تعترف بصعوبة بالاستقلال الكامل الذي حققه الجزائريون بنضال كبير، يتم التعبير عنها من خلال محاولات غير مجدية لإخفاء فظائع ومجازر ومحارق وتدمير قرى بالمئات... والقضاء على قبائل من المقاومين، وهي عمليات إبادة جماعية متسلسلة لن تنجح المناورات المفاهيمية والاختصارات السياسية في إخفائها".

وأضافت الرئاسة الجزائرية أنه "أمام الوضع غير المقبول الذي خلفته هذه التصريحات غير المسؤولة، قرر رئيس الجمهورية استدعاء سفير الجزائر لدى الجمهورية الفرنسية على الفور للتشاور".