دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب على "التجانس الفكري" بينه وبين بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، مشددا على أن ما وقع من صراعات باسم الدين هي "في الواقع صراعات سياسية".
وقال شيخ الأزهر، في أول حوار يجريه مع إذاعة الفاتيكان، إن "رسالة الدين إلى الإنسان لا يمكن أن تثمر ثمارها المرجوة في هداية البشر إلا إذا حملها إليه مؤمنون مخلصون متصالحون بينهم أولا".
وأضاف أن ما يقال عن أن الأديان سبب الحروب في التاريخ "كلام غير دقيق"، وأكد أن "ما وقع من صراعات باسم الدين هي في الواقع صراعات سياسية"، واصفا هؤلاء الذين ينشرون العنف باسم الدين بأنهم "كاذبون وخائنون لأديانهم".
وأشار شيخ الأزهر إلى العلاقات التاريخية بين الإسلام والمسيحية. وقال إنه "في العصر الحاضر انبثقت لجنة من الأزهر الشريف سميت بلجنة الحوار مع الفاتيكان وكانت تعقد اجتماعات سنة في الفاتيكان وأخري بالأزهر لكنها توقفت لفترة تقريبا 6-7 سنوات، ثم عادت إلى الظهور مرة أخري في 2015 بعدما تولى الأخ العزيز البابا فرنسيس الكرسي البابوي فبادر الأزهر بالتهنئة، ثم تلقينا ردا جميلا من البابا فرنسيس شجعنا على أن نفكر من جديد في أن نبدأ علاقة قوية جدا بين الفاتيكان والأزهر".
وأضاف: "قررت أن أزور البابا فرانسيس في مايو/ أيار 2016، وفي هذه الزيارة اكتشف كل منا أن الأخر يحمل قدرا هائلا من التجانس الفكري والروحي المشترك تجاه الأزمات التي يعاني منها الإنسان المعاصر وخاصة الفقراء والأيتام والمرضى والأرامل والمشردين".
وتابع شيخ الأزهر بالقول: "هذا التجانس المشترك يمكنه أن يقدم الكثير من أجل أن يخفف هذه الأزمة وحين إذا لم أتردد في أن أمد يدي لهذا القائد الديني الذي تأكد لي منذ الدقائق الأولى في مقابلته أنه رجل السلام والإنسانية بامتياز"، مؤكدا أن "رسالة البابا مهمة سواء للمسلمين أو لغيرهم لأنها تقول كلنا أخوة".