لندن، المملكة المتحدة (CNN)-- جرى تسوية دعوى الاعتداء الجنسي ضد الأمير أندرو، لكنه لا يزال قيد المحاكمة أمام محكمة الرأي العام، وقد توصل جزء كبير من البريطانيين إلى حكمهم بالفعل.
صدر آخر حكم إدانة ضد الابن الثاني للملكة إليزابيث من قبل أعضاء مجلس مدينة يورك بشمال إنجلترا، الذين صوتوا بالإجماع، الأربعاء الماضي، على تجريد الأمير من امتياز "حرية المدينة".
تم منحه هذا الامتياز في عام 1987، ويبعث تجريده منه رسالة قوية: أندرو، دوق يورك، غير مرغوب فيه في المكان الذي يأخذ منه لقبه الملكي.
وقد أيدت هذه الخطوة أحزاب من مختلف الاتجاهات السياسية. وقالت كتلة "الديمقراطيين الليبراليين" الأكبر في المجلس: "لقد أوضحنا أنه ليس من المناسب للأمير أندرو أن يمثل يورك وسكانها. إن إزالة هذا اللقب يبعث برسالة صحيحة مفادها أننا كمدينة نقف مع ضحايا الانتهاكات".
لم يتم إدانة الأمير أندرو بأي جريمة. لقد تجنب محاكمة كاملة من خلال تسوية خارج المحكمة مع فيرجينيا جيفري، التي زعمت أن أندرو اعتدى عليها جنسيًا في أماكن مملوكة للملياردير الراحل جيفري إبستين، الذي مات بالسجن خلال محاكمته في اتهامات باعتداءات جنسية على قاصرات.
نفى أندرو مرارًا ارتكاب أي مخالفات. وعلى الرغم من انتهاء القضية المدنية، فإن ارتباط أندرو المطول بإبستين دمر سمعته كأحد كبار أفراد العائلة الملكية.
وقال عضو مجلس يورك داريل سمالي إن الخطوة المنطقية التالية "ستكون للأمير أندرو أن يفعل الشيء الصحيح ويتخلى عن لقب دوق يورك".
كان هذا اللقب هدية زفاف من الملكة، وسيتطلب تصويتًا في البرلمان البريطاني لإلغائه. لم يتقدم أحد بمثل هذه الأمر لمناقشته في البرلمان حتى الآن. ولكن إذا فعلوا ذلك، وتم تمريره، فستحتاج إليزابيث إلى توقيعه ليصبح قانونًا حسب دورها كرأس الدولة. سيكون هذا بمثابة إهانة للأمير، الذي كان عليه بالفعل الموافقة على التوقف عن استخدام لقب "صاحب السمو الملكي" بعد أن جردته والدته من واجباته الملكية.
قد لا يصل الأمر إلى تلك النقطة. إذ اقترحت عضو البرلمان عن وسط يورك، راشيل ماسكيل، أن أندرو يمكنه أن يتخلى طواعية عن لقبه.
ليس هناك ما يشير من الأمير أندرو أنه يخطط للقيام بذلك. إذا فعل، فإن لقبه الأخير المتبقي سيكون "الأمير"، وهو حق مكتسب لأي ابن للملك. مرة أخرى، سيكون هناك حاجة إلى قانون برلماني لإزالته.
تم تجريد أندرو من ألقابه العسكرية وأدواره في رعاية الجمعيات في فبراير. وقال مصدر لشبكة CNN في ذلك الوقت إنه لن يستخدم "صاحب السمو الملكي" بأي صفة رسمية، مضيفًا أن القرار "نوقش على نطاق واسع" بين العائلة الملكية.
لم يكن لدى قصر باكنغهام ولا المتحدث الشخصي باسم أندرو أي تعليق على تصويت المجلس في يورك، لكن حقيقة أن الأمير لا يزال يتصدر عناوين الصحف قبل احتفالات الملكة باليوبيل البلاتيني في يونيو سيكون محبطًا لأولئك المشاركين في الحشد.
ويبقى أن نرى ما إذا كانت العائلة الملكية تميل للتنازل وتضغط على أندرو، أو تتخذ المسار المعاكس بمحاولة إعادته تدريجيا إلى الحياة العامة.
الأمر أندرو لم يعد لديه دور رسمي، إلا أنه لا يزال جزءًا من العائلة. لهذا السبب ظهر أندرو في حفل تأبين الأمير فيليب، والذي تم بثه على التلفزيون، ولكنه كان حدثًا عائليًا في المقام الأول. ظهر أندرو وسار مع والدته في الممر إلى مقعدها ما أثار الدهشة، لكنه تذكير بأن الغضب العام لن يملي كل قرار يتخذه القصر.
ستنظر العائلة الآن في إمكانية أو كيفية دمج أندرو في أحداث اليوبيل البلاتيني. التفكير الحالي هو أنه لن يشارك في الإجراءات الرسمية، ولكن قد نراه عندما تظهر العائلة بشكل تقليدي على شرفة قصر باكنغهام.