نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- قبل أيام فقط من انتخابات التجديد النصفي الحاسمة، وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، في خطاب له من واشنطن، تحذيرًا شديد اللهجة.
قال بايدن: "مع وقوفي هنا اليوم، هناك مرشحون يتنافسون على كل مستوى للمناصب في أمريكا، حكام الولايات، الكونغرس، الادعاء العام، إذا لم يلتزموا بقبول نتائج الانتخابات التي يخوضونها، فإن ذلك هو الطريق إلى الفوضى في أمريكا. إنه غير قانوني وغير أمريكي".
الواضح في الخطاب -الذي بثته القنوات الإخبارية، ولكن تم تجاهله من قبل شبكات البث الأكثر مشاهدة- ليس مسألة رأي. لا يتضمن أي مغزى سياسي. إنها حقيقة مأساوية.
يثق 41٪ فقط من الجمهوريين في أن الانتخابات الأمريكية تعكس إرادة الشعب، بحسب استطلاع لشبكة CNN أجرته SSRS ونُشر الأربعاء. يواصل 66٪ من الجمهوريين القول إنهم لا يعتقدون أن بايدن كان الفائز الشرعي في انتخابات 2020.
من المستحيل أن نفهم لماذا لم يعد الكثير من الأمريكيين يثقون في الانتخابات الأمريكية دون فهم عالم المعلومات التي يبنون عليها. لقد سمّم مذيعو البرامج التليفزيونية سيئة النية، شخصيات الإذاعة، مقدمو البث، والمواقع الإلكترونية التي تهيمن الآن بلا شك على المشهد الإعلامي اليميني، المعلومات جيدًا بالأكاذيب ونظريات المؤامرة حول عملية الانتخابات.
خذ تاكر كارلسون على سبيل المثال. بعد خطاب بايدن، لم يمنح مضيف البرنامج الحواري اليميني الإذن لجمهوره الهائل للتشكيك في نتائج الانتخابات فحسب، بل حثهم في الواقع على القيام بذلك. قال كارلسون: "في ديمقراطية فاعلة، لا يُسمح لك ببساطة بطرح أسئلة حول الانتخابات، أنت تُشجع على ذلك".
وأضاف كارلسون: "لا يوجد شيء اسمه التشكيك بالانتخابات في مجتمع حر، يسمى ذلك بحرية التعبير. مسموح لك أن تقولها إذا كنت تعتقد ذلك.. إعلامنا، الذي وُجد للدفاع عن حرية التعبير، يبذل قصارى جهده يومًا بعد يوم لإغلاق ذلك. كيف تجرؤ على طرح أي أسئلة حول الانتخابات النصفية الأسبوع القادم. لماذا يقولون لك ذلك؟ إنه أمر ينذر بالسوء".
من السهل استبعاد خطاب كارلسون باعتباره هامشيًا. للقول إنه متحدث إخباري متطرف لا يعكس عالم الإعلام اليميني الأكبر الذي يحصل منه الجمهوريون إلى حد كبير على أخبارهم.
ومن الواضح لماذا يختار بعض الناس تجاهل ذلك. فمن الصعب تقبل حقيقة أن الكثير من الأمريكيين -الجيران والأصدقاء وأفراد الأسرة- أصبحوا متطرفين بسبب الأصوات المتطرفة التي تتصارع من أجل السيطرة على الحزب الجمهوري.
لكن القيام بذلك يعني تجاهل القوى التي تسمح للسرطان بالنمو في المجتمع. وبالنسبة للمؤسسات الإخبارية، فإن تجاهل التسميم الذي يميز عالم الإعلام اليميني يترك القراء والمشاهدين بدون صورة كاملة لما يحدث في البلاد.
قال بايدن مساء الأربعاء: "بينما أقف هنا الليلة، تتعرض المساواة والديمقراطية للهجوم"، مضيف أن التظاهر بعكس ذلك لا يفيد على الإطلاق.