لندن، المملكة المتحدة (CNN)-- كان تتويج الملك تشارلز الثالث، السبت، يومًا تاريخيا مليئا بالأحداث، بعضها مخطط له والبعض الآخر لم يكن كذلك، هنا، تلقي CNN نظرة على بعض أكثر اللحظات التي لا تُنسى.
حدث التتويج
تم إخفاء تشارلز عن الأنظار بسبب الجزء الأكثر دراماتيكية من الخدمة في كنيسة وستمنستر بلندن، السبت.
وخلف حاجز ثلاثي الجوانب، سكب عميد وستمنستر الزيت المقدس من أمبولة، وهي قارورة ذهبية على شكل نسر، إلى ملعقة التتويج، ثم قام رئيس أساقفة كانتربري بالمسح على رأس تشارلز وصدره ويديه، بحسب طقوس كنيسة إنجلترا.
والملعقة الفضية المذهبة التي تعود للقرن الثاني عشر هي أقدم قطعة تستخدم في التتويج. وفي الخلفية، غنت جوقة كنيسة وستمنستر آبي نشيد (Zadok the Priest) لجورج فريدريك هاندل، والذي تم تأليفه لتتويج الملك جورج الثاني في عام 1727 ويتم إنشاده في كل تتويج بريطاني منذ ذلك الحين.
وبمجرد عودته للظهور، وضع رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي تاج القديس إدوارد على رأس الملك تشارلز الثالث. كانت هذه هي المرة الوحيدة التي يرتدي فيها تشارلز الثالث تاج سانت إدوارد، المخصص لتتويج ملك جديد؛ صُنع التاج من أجل الملك تشارلز الثاني عام 1661.
وبعد تتويج تشارلز، قال ويلبي: "حفظ الله الملك"، وكرر الحاضرون الكلمات.
وبعد فترة وجيزة، تُوجت الملكة كاميلا أيضا، مثل زوجها، ودهنها رئيس أساقفة كانتربري بالزيت المقدس- هذه المرة أمام مرأى ومسمع الحضور- قبل أن يضع تاج الملكة ماري على رأسها.
احتفال موسيقي
عززت الموسيقى الاحتفال بأكمله، تمشيا مع التاريخ. وتميزت كل مرحلة إما بعمل كورالي كبير، أو عزف أثيري، أو تكوين عضوي ثري، أو لحن مثير للذكريات، وكلها أداها جميع المغنين والموسيقيين الأكثر إنجازا في العالم.
ودخل الملك تشارلز والملكة كاميلا الكنيسة، على أنغام "كنت سعيدا"، وهو نشيد التتويج المثير الذي كتبه هوبرت باري لتتويج الملك إدوارد السابع في عام 1902، وتم إنشاده في جميع حفلات التتويج منذ ذلك الحين.
لكن النشيد القديم كان ممزوجا بالجديد؛ فطلب تشارلز من أندرو لويد ويبر- الذي تكون موسيقاه مألوفة للجمهور في ويست إند أكثر من التجمعات في وستمنستر آبي- أن يكتب نشيد التتويج "Make a Joyful Noise"، الذي تم إنشاده بعد تتويج كاميلا.
وشهد هذا الحدث أول ظهور على الإطلاق لجوقة الإنجيل في التتويج، جوقة الصعود التي كانت ترتدي ملابس بيضاء متألقة، قدمت "أليلويا" قبل خطبة رئيس الأساقفة مباشرة.
السيدة باللون الأزرق
احتشد آلاف الأشخاص في كنيسة وستمنستر آبي.
مرتدية غطاء رأس أزرق يميل إلى اللون الأخضر، وقبعة مزينة بتطريزات ذهبية، لفتت امرأة باللون الأزرق الانتباه لأنها كانت تستخدم شيئا مهما من شعارات التتويج - سيف القرابين أو السيف المرصع بالجواهر، قبل وبعد التنصيب، عندما تم استخدامه. لكن من هي؟
إنها بيني موردونت النائب عن حزب المحافظين في المملكة المتحدة، وتعمل منذ عام 2010.
لقد شاركت في الحفل لأنها، وبصفتها الزعيمة الحالية لمجلس العموم، هي أيضا رئيس لوردات لمجلس الملك الخاص، وهي هيئة مكونة من كبار السياسيين الذين يعملون كمستشارين رسميين للملك.
ويشارك رئيس المجلس في مجموعة متنوعة من الاحتفالات الملكية، حيث يعمل كجسر رمزي بين الملك أو الملكة والمسؤولين المنتخبين في البلاد. وتحدث موردنت في إعلان الملك تشارلز، بعد يومين من وفاة الملكة إليزابيث الثانية.
فستان الملكة كاميلا
كان زي الملكة كاميلا مشهدًا ملكيًا في العاج والفضي والذهبي. لكن من الذي صمم ما ارتدته؟
ليس من المستغرب أن يكون مصممه هو البريطاني، بروس أولدفيلد، الذي تربطها به علاقة طويلة الأمد.
وكان فستانها البسيط المصمم من Peau de Soie، وهو نسيج حريري بلمسة نهائية لامعة باهتة، كان فستان تتويجها أقرب إلى فستان معطف مع تنورة داخلية مطرزة بدلا من الفستان التقليدي.
وعند وصولها إلى وستمنستر آبي قبل الحفل، كان فستانها محميًا بالمخمل القرمزي ورداء الفرو الذي صُنع في الأصل لتتويج الملكة إليزابيث.
وتحت فستانها ظهرت أحذية من نفس الحرير مثل ملابسها، من صنع المصمم البريطاني إليوت زيد.
الأمير المختفي
سرق الأمير لويس، أصغر أبناء أمير وأميرة ويلز، العرض مرة أخرى خلال فقرات من حفل التتويج.
ربما لاحظ المشاهدون المتحمسون أن الطفل البالغ من العمر 5 سنوات يتثاءب، وهو جالس بين والدته، أميرة ويلز، وشقيقته الأميرة شارلوت، ولكن بعد ذلك، اختفى خلال الحفل.
وكان يُعتقد أن الأمير الشاب قد يغادر مبكرا، لكن لحسن الحظ بالنسبة للجماهير، عاد قبل نهاية الحفل.
وبالنسبة لأولئك الذين لا يتذكرون، اكتسب لويس شهرة عالمية خلال احتفالات اليوبيل البلاتيني للملكة الراحلة في يونيو/حزيران، حيث تم تصويره وهو في نوبة غضب ويسد أذنيه أثناء تحليق الطيران.
وكانت هناك تكهنات واسعة النطاق قبل، السبت، حول ما إذا كان الأمير هاري سيكون في تتويج والده.
حضر دوق ساسكس مراسم التتويج في وستمنستر آبي، السبت، جالسًا في الصف الثالث.
ووصل هاري مرتديًا بدلة الصباح مع ميدالياته العسكرية، إلى جانب، اثنين من أعمامه، الأمير إدوارد والأمير أندرو، واثنتين من بنات عمومته، الأميرة بياتريس والأميرة يوجيني.
وحضر الأمير هاري دون زوجته ميغان، دوقة ساسكس، التي قيل إنها بقيت في الولايات المتحدة مع أطفالها في عيد الميلاد الرابع لابنهما آرتشي.
وكان التتويج هو المرة الأولى التي يلتقي فيها الأمير علنا بأفراد من عائلته منذ إصدار مذكراته "البديل".
وبعد أن انتهاء التتويج، شُوهد وهو يتحدث ويبتسم مع ابنتي عمومته وسط هطول أمطار غزيرة، قبل أن يستقل سيارة بمفرده.
ولم يظهر مع أفراد من العائلة المالكة لتحية الجمهور من شرفة قصر باكنغهام بعد، ظهر السبت، وهو جزء رئيسي من الأحداث الملكية.
وتدرك CNN أن الأمير هاري لم يتلق دعوة للانضمام إلى العائلة في هذه اللحظة في الشرفة، والتي تميزت بظهور محدود لسلاح الجو الملكي.
كما أن الأمير أندرو لم يكن حاضرا أيضا.
مشاهدة الطائرات قرب شرفة القصر:
لم يكن الطقس في صالح الملك تشارلز، وبينما بدت الحشود غير منزعجة من المطر، فقد غير الطقس خطط الطيران التقليدي لسلاح الجو الملكي.
وتم تشكيل العرض فقط من طائرات الهليكوبتر والسهام الحمراء الملونة، وليس كما كان متوقعا من مقاتلات تايفون، وسبتفايرز، وقاذفات لانكستر.