(CNN)-- لقي ما لا يقل عن ثمانية أشخاص مصرعهم في فيضانات وانهيارات طينية غزيرة في منطقة إميليا - رومانيا بشمال إيطاليا، مع إجلاء أكثر من 5 آلاف شخص، وفقًا للسلطات المحلية.
وقالت إيرين بريولو، نائب رئيس منطقة إميليا - رومانيا، للصحفيين، إنه تم انتشال الجثث من مواقع مختلفة، مضيفة أن هطول الأمطار ينخفض لكن منسوب الأنهار لا يزال مرتفعًا.
المنطقة، التي كانت تعاني من الجفاف لفترة طويلة، في حالة تأهب أحمر - أعلى مستوى تحذير أو حالة الطوارئ لظواهر الطقس التي تهدد الحياة. وأعلنت فورمولا 1 إلغاء سباق الجائزة الكبرى إميليا - رومانيا، المقرر عقده في نهاية هذا الأسبوع، وإخلاء الموقع.
وأفادت وكالة أنباء رويترز أن 14 نهرًا فاضوا عن ضفافهم في المنطقة، مما أجبر الناس في مدن، مثل تشيزينا على الصعود إلى أسطح مبانيهم هربا من المياه الواردة. وأنقذهم رجال الإطفاء بطائرات هليكوبتر أو زوارق مطاطية.
وقالت وزارة الحماية المدنية الإيطالية في تغريدة على تويتر إن ما مجموعه 600 من رجال الإطفاء تم نشرهم من جميع أنحاء إيطاليا للمساعدة في عمليات الإجلاء في المنطقة بعد أن حطم نهر بو، أطول نهر في إيطاليا، ضفافه.
طُلب من السكان في العديد من المناطق في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك مدينة بولونيا، عدم مغادرة منازلهم.
"أسوأ ليلة في التاريخ"
كما تأثرت مدينة رافينا بشدة. وقال ميشيل دي باسكال عمدة رافينا لراديو RAI العام وفقا لرويترز: "ربما كانت أسوأ ليلة في تاريخ (منطقة) رومانيا"، مضيفة أنه تم إجلاء 5000 شخص من مدينته وحدها بين عشية وضحاها.
وأضاف أن منطقة "رافينا لا يمكن التعرف عليها بسبب الضرر الذي لحق بها".
وفي تغريدة مساء الثلاثاء، أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية، جيورجيا ميلوني، عن "تعاطفها التام" مع المتضررين من الفيضانات، مضيفة أن الحكومة "مستعدة للتدخل بالمساعدات اللازمة".
وردد نائب رئيس الوزراء أنطونيو تاجاني، هذا التعهد في تغريدة على تويتر صباح الأربعاء ، قائلاً إن "الحكومة ستفعل كل ما هو ضروري لمساعدة" جميع "الأشخاص الذين تم إجلاؤهم وأولئك الذين فقدوا محاصيلهم" بسبب الفيضانات.
في منطقة لومارش الشرقية المجاورة، التي تضررت بشدة من الفيضانات، تم تعبئة 200 من رجال الإطفاء لجهود الإنقاذ خلال الـ 24 ساعة الماضية، وفقًا لخدمة الإطفاء في فيجيلي ديل فوكو.
كوارث المياه مرتبطة بأزمة المناخ
وتأتي الأمطار الغزيرة بعد أشهر من الجفاف الذي جفف الأرض - يقول خبراء الأرصاد الجوية إنه قلل من قدرتها على امتصاص المياه، مما أدى إلى تفاقم الفيضانات، وفقًا لرويترز.
انخفض منسوب المياه في بحيرة غاردا بشمال إيطاليا إلى مستويات منخفضة قياسية في فبراير/ شباط، حيث شهدت البندقية تدنيًا غير معتاد في المد والجزر.
كان الحدث الجاف الأكثر كثافة الذي سجلته الدراسة في البرازيل وفنزويلا من عام 2015 إلى عام 2016، الذي يقول الخبراء إنه كان أسوأ من الجفاف الحالي في جنوب غرب الولايات المتحدة.
توصلت الدراسة إلى أن كوارث المياه على طرفي الطيف - الجافة والرطبة - تزداد حدة مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب
من فترات الجفاف الطويلة إلى الفيضانات الشديدة، ازدادت شدة الكوارث المتعلقة بالمياه في جميع أنحاء العالم على مدى العقدين الماضيين مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات قياسية، وفقًا لبحث حديث.
وجدت الدراسة التي أجراها علماء ناسا في مارس/ آذار في مجلة Nature Water أن حالات الجفاف والفيضانات المتكررة والواسعة الانتشار والمكثفة كانت مرتبطة بقوة أكبر بدرجات حرارة عالمية أعلى من ارتباطها بأنماط الطقس المتغيرة بشكل طبيعي، مثل النينيو والنينيا. وتقول الدراسة إن هذا يشير إلى أن هذه الأحداث الشديدة ستزداد مع تسارع أزمة المناخ.