الصين تسجل أقل معدلات زواج منذ أكثر من ثلاثة عقود وسط مخاوف من أزمة سكانية

العالم
نشر
4 دقائق قراءة
الصين تسجل أقل معدلات الزواج منذ أكثر من ثلاثة عقود وسط مخاوف من أزمة سكانية
Credit: MARK RALSTON/AFP via Getty Images

هونغ كونغ (CNN)-- سجلت الصين، العام الماضي، أقل عدد من الزيجات منذ أن أصبحت السجلات العامة متاحة، مما زاد من تراجع الزواج المستمر منذ ما يقرب من عقد وهو ما تزامن مع انخفاض معدلات المواليد، وأثار مخاوف الحكومة من أزمة ديموغرافية.

وتزوج حوالي 6.83 مليون شخص عام 2022، بحسب البيانات الصادرة عن وزارة الشؤون المدنية الصينية، الجمعة. وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 10.5٪ تقريبا عن 7.63 مليون زواج مسجل في عام 2021، ويمثل تراجعا قياسيا منذ عام 1986، عندما بدأت الوزارة في إصدار الإحصاءات، وفقا لوسائل الإعلام الحكومية.

وتتناول تلك البيانات، وضع الزواج خلال عام كان مليئا بالتحديات بشكل غير عادي للناس في الصين، حيث شهدت ضوابط الحكومة الصارمة لمكافح كوفيد -19 وإغلاق العديد من المدن والمناطق في جميع أنحاء البلاد، وتعطيل الحياة اليومية بسبب مجموعة من القيود.

لكنه يمتد أيضا إلى الانخفاض المطرد في عدد الأشخاص الذين يختارون الدخول في زيجات منذ ذروة عام 2013، عندما عقد أكثر من 13 مليون زوج قرانهم، وهو ما يقرب من ضعف أعداد الزواج في 2022.

وجذب انخفاض أعداد الزواج- والانخفاض الملحوظ في المواليد - اهتماما كبيرا من السلطات في بكين، وسط توقعات الخبراء بتأثير اقتصادي شديد نتيجة تقلص القوى العاملة وشيخوخة السكان.

وتقلص عدد سكان الصين في عام 2022 لأول مرة، منذ أكثر من 60 عاما، مع تسجيل 6.77 ولادة فقط لكل 1000 شخص، وهو أدنى مستوى منذ تأسيس الصين الشيوعية، عام 1949. وتعد البلاد الآن ثاني أكبر دول العالم من حيث عدد السكان، حيث يأتي سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة بعد الهند، بحسب الأمم المتحدة.

ويجد المسؤولون الصينيون صلة مباشرة بين انخفاض معدل الزواج وتراجع المواليد في البلاد، حيث تجعل الأعراف الاجتماعية واللوائح الحكومية من الصعب على الأشخاص غير المتزوجين إنجاب الأطفال.

واتخذت السلطات خطوات في محاولة لعكس هذا التراجع، الذي يأتي وسط ضغوط مالية تؤثر على الشباب في الصين، بما في ذلك ارتفاع معدلات البطالة وتكاليف المعيشة.

كما يُنظر أيضا إلى تغيير معايير المساواة بين الجنسين وتوسيع الفرص الوظيفية للمرأة، كما هو الحال في أماكن أخرى في العالم، على أنهما يدفعان سن الزواج إلى الارتفاع.

ويقول الخبراء إن هذا التحول في الموقف واضح بشكل خاص بين النساء الأصغر سنا، إذ يشعر بعضهن بخيبة أمل متزايدة من الزواج لدوره في ترسيخ عدم المساواة بين الجنسين.

وأشار تقرير عن الإحصاءات الجديدة في صحيفة (غلوبال تايمز) الحكومية، الاثنين، إلى أن ارتفاع سن الزواج، وانخفاض عدد الشباب بشكل عام في الصين، واختلال التوازن بين الجنسين في البلاد، عوامل ساهمت في الانخفاض الأخير، نقلا عن الخبير الديموغرافي المستقل هي يافو.

وبلغ متوسط سن الزواج، للزواج الأول 28.67 عاما في 2020، وشهد ارتفاعا من 24.89 عاما قبل عقد، بحسب بيانات التعداد.

ولم الجهود التي بذلها المسؤولون الصينيون في السنوات الأخيرة  لمواجهة تراجع معدلات الزواج والمواليد نتائج بعد، وسط القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تلوح في الأفق.