تحليل إخباري بقلم براد ليندون، من شبكة CNN
(CNN)-- أكدت الولايات المتحدة، الجمعة، أنها ستزود أوكرانيا بقنابل عنقودية كجزء من حزمة مساعدات عسكرية جديدة.
وكانت شبكة CNN ذكرت لأول مرة، الأسبوع الماضي، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تدرس بقوة الموافقة على نقل الأسلحة المثيرة للجدل إلى أوكرانيا، التي تكافح قواتها لتحقيق مكاسب كبيرة في هجوم مضاد استمر أسابيع.
إليك ما تحتاج لمعرفته حول القنابل العنقودية - ولماذا هي مثيرة للجدل؟
ما هي القنابل العنقودية؟
القنابل العنقودية، وتسمى أيضا الذخائر العنقودية، عبارة عن عبوات تحمل عشرات إلى مئات من القنابل الصغيرة، ويمكن إسقاط العبوات من الطائرات أو إطلاقها من الصواريخ أو إطلاقها من المدفعية أو المدافع البحرية أو قاذفات الصواريخ.
وتنفتح العبوات على ارتفاع محدد، اعتمادا على منطقة الهدف المقصود، وتنتشر القنابل الصغيرة بالداخل فوق تلك المنطقة، ويتم دمجها بواسطة جهاز توقيت لتنفجر بالقرب من الأرض أو على الأرض، مما يؤدي إلى نشر الشظايا المصممة لقتل القوات أو تدمير المركبات المدرعة مثل الدبابات.
وصُممت تلك القنابل لتنفجر عند الارتطام ولكن ما يصل إلى الثلث لا ينفجر، وستظل تشكل خطرا مميتا على المدنيين لسنوات مقبلة، فـ 94٪ من ضحايا القنابل العنقودية هم من المدنيين، 40٪ منهم من الأطفال.
ويمكن أن تختلف القنابل العنقودية على نطاق واسع في التصميم والحجم.
ما نوع القنبلة العنقودية التي يُقال إن الولايات المتحدة ستعطيها لأوكرانيا؟
تمتلك الولايات المتحدة مخزونا من القنابل العنقودية المعروفة باسم القنابل العنقودية ثنائية الغرض، أو القنابل التقليدية المحسنة ثنائية الغرض، والتي لم تعد تستخدمها بعد التخلص التدريجي منها في عام 2016.
وفقا لموقع eArmor التابع للجيش الأمريكي، فإن صواريخ DPICM التي ستمنحها واشنطن إلى كييف يتم إطلاقها من مدافع هاوتزر عيار 155 ملم، ومع كل عبوة تحمل 88 قنبلة صغيرة.
ويبلغ مدى كل قنبلة صغيرة قاتلة حوالي 10 أمتار مربعة، لذلك يمكن أن تغطي العلبة الواحدة مساحة تصل إلى 30 ألف متر مربع (حوالي 7.5 فدان)، اعتمادا على الارتفاع الذي تطلقه القنابل الصغيرة.
وبحسب الموقع، فإن الأمر قد يتطلب 10 قنابل صغيرة أو أكثر لتدمير مركبة مدرعة، لكن يكفي قنبلة واحدة فقط لتعطيل أسلحة المركبة المدرعة أو جعلها ثابتة.
هل استخدمت القنابل العنقودية في الحرب في أوكرانيا من قبل؟
نعم، استخدم كل من الأوكرانيين والروس القنابل العنقودية منذ غزو القوات الروسية في فبراير/ شباط 2022.
وفي الآونة الأخيرة، بدأت القوات الأوكرانية في استخدام القنابل العنقودية التي قدمتها لها تركيا، لكن المسؤولين الأوكرانيين يضغطون على الولايات المتحدة لتقديم قنابل العنقودية منذ العام الماضي، بحجة أنهم سيوفرون المزيد من الذخيرة لأنظمة المدفعية والصواريخ التي يوفرها الغرب، ويساعدون في تضييق التفوق العددي لروسيا في المدفعية.
لماذا تعتبر القنابل العنقودية أكثر إثارة للجدل من القنابل الأخرى؟
عندما تسقط القنابل الصغيرة على مساحة واسعة ، فإنها يمكن أن تعرض غير المقاتلين للخطر.
بالإضافة إلى ذلك ، يفشل ما بين 10٪ إلى 40٪ من القنابل في الانفجار، وفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر، ويمكن بعد ذلك أن تنفجر تلك القنابل بعد سنوات أو حتى عقود.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، في بيان، الجمعة، إن كلا من أوكرانيا وروسيا قتلا مدنيين باستخدام قنابل عنقودية في الحرب حتى الآن.
وقال نائب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جيل كاربونير، في مؤتمر حول الذخيرة في سويسرا العام الماضي: "تظل القنابل العنقودية واحدة من أكثر الأسلحة غدرا في العالم، لأنها تقتل وتشوه بشكل عشوائي وتسبب معاناة إنسانية واسعة النطاق"، وأضاف: "يجب إدانة أي استخدام للقنابل العنقودية، في أي مكان، من قبل أي شخص".
وحظرت الكثير من دول العالم استخدام هذه الأسلحة من خلال اتفاقية القنابل العنقودية (CCM)، التي تحظر أيضًا تخزينها وإنتاجها ونقلها.
وعلى الرغم من أن 123 دولة قد انضمت إلى تلك الاتفاقية ، إلا أن الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا و71 دولة أخرى لم تنضم إليها.
وبموجب القانون الدولي، استخدام القنابل لمهاجمة قوات أو مركبات العدو ليس غير قانوني، لكن ضرب المدنيين بالأسلحة يمكن أن يرقى إلى جريمة حرب ، بحسب هيومن رايتس ووتش.
أين استخدمت القنابل العنقودية من قبل؟
تم استخدام الأسلحة العنقودية منذ زمن بعيد في الحرب العالمية الثانية وفي أكثر من 30 صراعا منذ ذلك الحين، وفقا لتحالف القنابل العنقودية، وهو مجموعة ناشطة تحاول منع الأسلحة في كل مكان، وآخر مرة استخدمت فيها الولايات المتحدة هذه الأسلحة في العراق من 2003 إلى 2006.
وبدأت القوات الأمريكية في التخلص منها تدريجيا في عام 2016 بسبب الخطر الذي تشكله على المدنيين، وفقا لبيان صدر عام 2017 عن القيادة المركزية الأمريكية.