(CNN)-- تبنت كوريا الشمالية استراتيجية جديدة للتعامل مع جارتها الجنوبية، وهي: إرسال بالونات تحتوي على قمامة عبر الحدود.
وبدأ الجيش الكوري الجنوبي يلاحظ وصول "كميات كبيرة من البالونات" من الشمال ابتداء من ليلة الثلاثاء، حيث اكتشف أكثر من 150 بالونة حتى صباح الأربعاء، وفقا لهيئة الأركان المشتركة في البلاد.
ونشرتها هيئة الأركان صورا للبالونات وقالت إنها تحتوي على "قمامة" وتقوم الوكالات الحكومية بتحليلها، مضيفة أن الجيش يتعاون مع قيادة الأمم المتحدة.
وأضافت أن "تصرفات كوريا الشمالية تنتهك بوضوح القانون الدولي وتهدد بشكل خطير سلامة مواطنينا"، وتابعت أن "كل المسؤولية الناشئة عن البالونات الكورية الشمالية تقع بالكامل على عاتق كوريا الشمالية، ونحن نحذرها بشدة وعليها أن توقف على الفور تصرفاتها غير الإنسانية".
وأرسلت الحكومات المحلية في كوريا الجنوبية رسائل إلى السكان في مقاطعتين شماليتين للتحذير من "الأشياء المجهولة".
وقالت هيئة الأركان المشتركة إن البالونات تهدد بإلحاق أضرار بالمناطق السكنية والمطارات والطرق السريعة.
وأشارت كيم يو جونغ، الشقيقة الصغرى للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وهي أيضا مسؤولة كبيرة في نظام بلادها، إلى تلك البالونات بأنها جزء من "حرية التعبير".
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية التي تديرها الدولة، الأربعاء، قالت كيم إن كوريا الشمالية "قامت بتوزيع ورق التواليت ومواد النفايات الأخرى في أكياس مثبتة بالبالونات على طول الحدود الكورية والمناطق الوسطى"، وقارنت تصرفات بلادها بممارسة كوريا الجنوبية المستمرة منذ سنوات في إرسال بالونات تحتوي على منشورات مناهضة لكوريا الشمالية.
وانتقدت كيم أيضا التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، والتي زادت في السنوات الأخيرة مع تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية.
وتابعت كيم: "لقد فعلنا بعض الأشياء التي يفعلونها دائما، لكنني لا أعرف لماذا يعقدون الأمر وكأنهم تعرضوا لوابل من النار".
وجاءت هذه الخطوة، وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية وكالة الأنباء المركزية، للانتقام من النشطاء الكوريين الجنوبيين الذين يرسلون مواد إلى الشمال بما في ذلك منشورات الدعاية والأغذية والأدوية وأجهزة الراديو ووحدات تخزين USB التي تحتوي على الأخبار والدراما التلفزيونية الكورية الجنوبية، وكلها محظورة في كوريا الشمالية المعزولة.
ويرسل الناشطون في الجنوب، بما في ذلك المنشقون من كوريا الشمالية، هذه المواد عبر البالونات والطائرات بدون طيار والزجاجات العائمة أسفل النهر العابر للحدود- حتى بعد أن حظر برلمان كوريا الجنوبية مثل هذه الإجراءات في عام 2020.
وقال نائب وزير الدفاع في كوريا الشمالية كيم كانج إيل، الأحد، إن "إلقاء المنشورات باستخدام البالونات هو استفزاز خطير يمكن استخدامه لغرض عسكري"، واتهم كوريا الجنوبية باستخدام "الحرب النفسية" من خلال "نشر أشياء قذرة مختلفة" بالقرب من المناطق الحدودية، معلناً أن كوريا الشمالية ستتخذ "إجراءات متبادلة".
يذكر أن القانون الصادر في 2020 الذي يحظر إرسال المنشورات أدى إلى تقييد البث الدعائي عبر مكبرات الصوت، وهو ما دافع عنه الجيش الكوري الجنوبي ذات يوم كجزء من الحرب النفسية ضد الشمال حتى سحب المعدات بعد انعقاد قمة عام 2018 بين الكوريتين.
ولكن حتى بعد أن أقر البرلمان الحظر، قال النشطاء لوكالة "رويترز" للأنباء إنهم يعتزمون الاستمرار، بما في ذلك المنشق بارك سانغ هاك، الذي كان يرسل مواد إلى وطنه منذ 15 عاما، وتعهد بمواصلة الجهود لإعطاء الكوريين الشماليين "لمحة نادرة من العالم الخارجي".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت منظمة "مقاتلون من أجل كوريا الشمالية الحرة" في بيان إنها أرسلت 20 بالونًا باتجاه كوريا الشمالية، تحتوي على 300 ألف منشور تدين كيم جونغ أون و2000 وحدة تخزين USB تحتوي على موسيقى البوب الكورية ومقاطع الفيديو الموسيقية.
وأضافت، في بيان: "من أجل مناشدة وحث الشعب الكوري الشمالي على النهوض ووضع حد لكيم جونغ أون، نرسل منشورات إلى مواطنيها في كوريا الشمالية".
ولعقود من الزمن، ظلت كوريا الشمالية مغلقة بشكل شبه كامل عن بقية العالم، مع فرضها رقابة مشددة على المواد الأجنبية بما في ذلك الأفلام والكتب محظورة، مع استثناءات قليلة فقط بموافقة الدولة.
ويقول المنشقون إن مهربي البضائع الأجنبية غالبًا ما يواجهون عقوبات شديدة، في وقت سابق من هذا العام، أصدرت مجموعة بحثية كورية جنوبية لقطات نادرة زعمت أنها تظهر مراهقين كوريين شماليين محكوم عليهم بالأشغال الشاقة بسبب مشاهدة وتوزيع الدراما الكورية.
وخفت القيود إلى حد ما في العقود الأخيرة مع توسع علاقة كوريا الشمالية مع الصين وسمحت الخطوات المبدئية للانفتاح لبعض العناصر الكورية الجنوبية، بما في ذلك أجزاء من ثقافتها الشعبية، بالتسرب إلى الدولة المنعزلة - خاصة في عامي 2017 و2018، عندما تحسنت العلاقات بين البلدين.
لكن الوضع في كوريا الشمالية تدهور في السنوات التالية وانهارت المحادثات الدبلوماسية، مما أدى إلى عودة القواعد الصارمة.