قدم مسؤول كبير سابق في حكومة الرئيس الأفغاني، أشرف غني، لـCNN للمرة الأولى روايته المفصلة لما حدث ليلة سقوط كابول، وكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة وما طلبته أمريكا وطالبان من غني.
وقال المسؤول في حديثه لشبكتنا، قبل أن يفر الرئيس إلى ترمذ في أوزبكستان، لليلة واحدة، ثم إلى دبي حيث هو الآن، "لم يكن معه مال.. كانت معه الملابس التي كان يرتديها فقط".
لكن لماذا حدث الانهيار بهذه السرعة؟ أولاً، قال المسؤول، إنهم قللوا من شأن الصفقات السياسية المحلية والقبلية التي أبرمتها طالبان لتسهيل تقدمهم. وأملوا -بحسب النصيحة الأمريكية- بأن يتراجعوا ويعيدوا الاصطفاف في المدن. لكن المدن، مثل قندهار الحيوية، سقطت قبل أن يتمكنوا من ذلك.
وقال المسؤول إنهم "قللوا من تأثير الانسحاب الأمريكي على الروح المعنوية أيضًا".
عندما بدت كابول غير مستقرة، ساعدت الولايات المتحدة في التركيز على التفاوض حول تسويات من شأنها أن تؤدي إلى تنحي غني جانباً والانتقال. وافق الرئيس على المغادرة لضمان السلام.
وقال المسؤول إن "القلق كان حدوث حرب داخل مدينة يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة. كنا نعلم أنه إذا غادر غني، فإن المدافع ستصمت".
وكان من المقرر عقد المحادثات، الاثنين، في قطر، لكن طالبان ضربت ضواحي كابول، الأحد.
ثم حصل مستشار الأمن القومي لغني على الطلب النهائي بالاستسلام، من رجل مطلوب لأمريكا بصفته إرهابيا - خليل حقاني - من شبكة محسوبة على القاعدة. وقال حقاني، مفاوض طالبان منذ فترة طويلة، إنه "أراد انتقالا سلميًا للسلطة وأن تصدر الحكومة بيانًا بالاستسلام".
فر غني، لكن المسؤول يصر على أنه "لم يكن هناك كبش فداء واحد هنا"، لأن العملية لم يسيطر عليها الأفغان بشكل كامل في المقام الأول.