ما هي منطقة حظر الطيران؟ لماذا يتردد الغرب في فرضها؟ ولماذا يواصل الأوكرانيون المطالبة بها؟

العالم
نشر
ما هي منطقة حظر الطيران؟ لماذا يتردد الغرب في فرضها؟ ولماذا يواصل الأوكرانيون المطالبة بها؟

منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الحكومات الغربية إلى إغلاق الأجواء وفرض منطقة حظر طيران فوق البلاد.

ستضع منطقة حظر الطيران حداً لتفوق القوة الجوية الروسية، وستمنع الطائرات الروسية من قصف المدن الأوكرانية وستسمح للمدنيين بالفرار من الصراع بأمان أكبر. لقد تم استخدامها سابقًا في العراق والبوسنة وليبيا.

ما هي منطقة حظر الطيران وكيف تعمل؟

يقول جاستن برونك، زميل أبحاث تكنولوجيا القوة الجوية والعسكرية في RUSI، إن "منطقة حظر الطيران هي عادة عملية حفظ سلام جوية من الأمم المتحدة حيث تقوم قوة متعددة الجنسيات بتسيير دوريات جوية قتالية واستطلاعية في بلد ما وتمنع أي من الجانبين من التحليق بالطائرات. ستكون المتطلبات الأساسية هي الطائرات المقاتلة المتمركزة في القواعد الجوية بالقرب من البلد المعني ولكن ليس فيه".

لكن هذه الطائرات المقاتلة ستحتاج إلى دعم بواسطة ناقلات التزود بالوقود، ولمراقبة الطائرات في منطقة الحظر، فأنت بحاجة إلى نوع آخر من أنواع الطائرات، يسمى نظام التحذير والتحكم المحمول جواً، أو أواكس، الذي "يمكّنك من اكتشاف واعتراض أي طائرة تحاول انتهاك منطقة حظر الطيران. لكن بالطبع، تحتاج طائرات أواكس أيضًا إلى الحماية مثلما هو حال المقاتلات"، كما أشار إليه برونك.

غير أن هذه العملية معقدة ومكلفة، وليست أمرًا يستطيع كل جيش توفيره، حيث يقول برونك إن "لدى الولايات المتحدة فقط القدرة العسكرية للقيام بذلك. يجب أن نكون واضحين تمامًا بشأن ما يطلبه الناس عندما يطلبون منطقة حظر طيران، ما يطلبونه فعليًا هو أن تقوم أمريكا عسكريا بتأمين الأجواء فوق أوكرانيا وأن ينضم آخرون إليها على طول الطريق".

لماذا يتردد الغرب في فرض منطقة حظر طيران؟

يشير برونك إلى أن "الغرب متردد في فرض منطقة حظر طيران لعدة أسباب، في المقام الأول، بالطبع، خطر التصعيد حيث من المحتمل أن تصعد روسيا بسرعة نحو الأسلحة النووية التكتيكية، ربما في أوكرانيا، لإجبار الغرب على التراجع. ولكن أيضًا، لأسباب سياسية، حيث كانت الاستجابة الدولية للغزو الروسي لأوكرانيا موحدة للغاية".

من المحتمل أن تتفكك هذه الوحدة إذا كانت هناك أي محاولة جادة لفرض منطقة حظر طيران، ما قد يؤدي إلى قتال مباشر بين الناتو والقوات الروسية. وفي الواقع، يمكن لمنطقة حظر طيران أن تلعب دورًا لصالح الرئيس فلاديمير بوتين، حيث سيساعد الروس في تبرير غزوهم بأثر رجعي، أنه كان ردًا على تدخل محتمل لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا.

لماذا يواصل الأوكرانيون المطالبة بفرض منطقة حظر طيران؟

في حين أنه من غير المرجح أن يحدث ذلك، هناك أسباب تجعل الرئيس زيلينسكي وحكومته يواصلون الضغط من أجل منطقة حظر طيران.

فبحسب برونك، فـ"إنهم يشعرون أن الغرب بحاجة إلى الضغط عليهم باستمرار للقيام بالمزيد، حتى لو أنهم فهموا أن منطقة حظر الطيران أمر غير مرجح للغاية، ستشعر الدول الغربية بأنها ملزمة بفعل المزيد من حيث أشكال المساعدة الأخرى، لأنهم يشعرون بالسوء حيال استمرار رفضهم منطقة حظر الطيران هذه".

وبعد ساعات من خطاب الرئيس زيلينسكي أمام الكونغرس الأمريكي، أعلن الرئيس جو بايدن تقديم 800 مليون دولار إضافية كمساعدة أمنية لأوكرانيا.

لكن برونك حذر من هذا الأمر، قائلًا "في النهاية، أعتقد أنها قد تكون استراتيجية هزيمة ذاتية إلى حد ما في هذه المرحلة، والتي أصبحت عبئًا على معنويات الناس في أوكرانيا، أن الغرب لن يفعلوا الأمر، وبالطبع، حتى لو كان بإمكانك فرض منطقة حظر طيران فوق كل أوكرانيا، فإن الغالبية العظمى من الأضرار التي لحقت بالمدن الأوكرانية ناتجة عن المدفعيات، وهو أمر لا يمكن لمنطقة حظر الطيران أن تؤثر عليه".

وفيما تكثف روسيا هجومها على أوكرانيا، بقصف المدنيين من خلال الضربات المدفعية على عدة مدن، كان الغرب يسعى إلى بدائل لمنطقة حظر الطيران لأنه يرفض المواجهة المباشرة مع روسيا.