تستعد تايوان لهجوم محتمل في مناوراتها العسكرية السنوية مع تزايد المخاوف من العدوان عبر المضيق. هذا الخوف يأتي من الغضب في بكين ردًا على زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي المحتملة إلى تايوان.
تهدد الصين بإجراءات حازمة وقوية، كما أشار معلق بارز في الصين إلى "رد عسكري صادم"، مؤكدًا أن "طائرة عسكرية لجيش التحرير الشعبي سترافق طائرة بيلوسي لدخول الجزيرة".
وأشارت سوزان شيرك من مركز القرن الحادي والعشرين الصيني إلى أن "نانسي بيلوسي هي ثالث أبرز مسؤولة في تراتبية السلطة، وقد يشير هذا إلى أننا نتعامل مع تايوان كدولة مستقلة".
والاستقلال بالنسبة لبكين هو خط أحمر. كانت هناك زيارات للكونغرس الأمريكي مؤخرًا، ولكن إذا ذهبت بيلوسي إلى تايوان فستكون أبرز مسؤول أمريكي يزور البلاد منذ رئيس مجلس النواب آنذاك نيوت جينجريتش في عام 1997.
وتأتي هذه الزيارة المحتملة في وقت حساس للغاية. يحتفل الجيش الصيني بعيد تأسيسه في الأول من أغسطس، ونحن على بعد أشهر فقط من اجتماع سياسي رئيسي حيث من المتوقع أن يسعى شي جين بينغ إلى فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة.
من وجهة نظر بكين، فإن زيارة بيلوسي لتايوان ستكون عملاً طائشًا يستفز الصين في الوقت الذي من المفترض أن تحتفل فيه بالقوة والسيطرة والاستقرار. أشارت شيرك إلى أن "زيارة بيلوسي الآن ستجعل شي جين بينغ يخشى من أن يرى الآخرون أن هذا إذلال له، وهذا سيجعله يشعر بأن عليه أن يتصرف بقوة. نظرًا إلى ما كان يفعله شي جين بينغ، لا أعتقد أنه يمكننا الاعتماد على اتخاذه قرارًا حكيمًا".
قال مسؤول أمريكي لشبكة CNN إن الصين قد تفرض منطقة حظر طيران حول تايوان. ومع ذلك، لم تعلن الحكومة الصينية عن تفاصيل حول كيفية الرد.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن عدة مرات إن الولايات المتحدة ستتدخل عسكريا إذا هاجمت الصين تايوان، لكن البيت الأبيض تراجع عن تلك التصريحات في كل مرة.
ولكن مع تنامي القوة العسكرية للصين، يدعو المزيد من الأشخاص إدارة بايدن إلى إنهاء هذا "الغموض الاستراتيجي" المزعوم. من المستحيل المبالغة في تقدير أهمية تايوان للحزب الشيوعي وشرعيته. تعتبر الصين الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي مقاطعة انفصالية يجب إعادة توحيدها مع البر الرئيسي، حتى بالقوة إذا لزم الأمر. وزيارة أحد أقوى السياسيين الأمريكيين قد يعطي بكين دفعة للقيام بخطوة محفوفة بالمخاطر.