تحقيق استقصائي.. مخبر روسي سابق يكشف لـCNN كيف أجبره جهاز الأمن الفيدرالي على التجسس على أليكسي نافالني

العالم
نشر
تحقيق استقصائي.. مخبر روسي سابق يكشف لـCNN كيف أجبره جهاز الأمن الفيدرالي على التجسس على أليكسي نافالني

كان ميخائيل سوكولوف ناشطًا معارضًا شابًا لفت انتباه جهاز الأمن الفيدرالي، ولابد أن عمله اللاحق لصالح أليكسي نافالني، أبرز زعيم معارضة روسي مسجون، جعله ذا قيمة خاصة. لكنه كان مستهدفًا في الأصل ليتم تحويله، كما أخبر مراسل CNN ماثيو تشانس، بتهديدات جهاز الأمن الفيدرالي.

وأشار ميخائيل إلى أنهم "كانوا يعلمون أنني أتجنب الخدمة العسكرية وأعطوني خيارًا بسيطًا، إما التعاون معهم أو الذهاب إلى السجن لسنوات. تعرضت للتهديد في الأساس، وكطالب بعمر 19 عامًا، كنت خائفًا جدًا. هناك الكثير من القصص، وحتى مقاطع الفيديو، عن أشخاص تعرضوا للإيذاء في السجن. التفكير في ذلك حتى أمر مخيف".

وعند سؤاله عن نوع المعلومات التي قدمها عن نافالني، قال ميخائيل: "لم أكن صديقه المقرب، لذلك لم أتمكن من إعطائهم معلومات عنه على وجه التحديد. كنت أعمل فقط في مكتب إقليمي. لذلك كانوا أكثر اهتمامًا بالأوقات التي كنا نخطط فيها لعقد اجتماعات أو احتجاجات، وبالطبع نوع من التحقيقات نجريها. حتى أننا تعاونا في بعض هذه التحقيقات. بعد أي ضجة إعلامية، كان جهاز الأمن الفيدرالي يقوم إما بسجن أو حماية مسؤل معين".

ولكن بالإضافة إلى مراقبة النشطاء داخل البلاد، يبدو أن أجهزة الأمن الروسية السرية عززت مراقبة الروس الذين يعيشون في الخارج. يقول ميخائيل إن جهاز الأمن الفيدرالي أخرجه من روسيا وأرسله إلى جمهورية جورجيا السوفيتية السابقة للتسلل إلى مجتمع المغتربين المتنامي هناك الذين يهربون من القمع في الوطن، إلى جانب شبكة من مخبري جهاز الأمن الفيدرالي الآخرين الموجودين بالفعل.

مخبرين مثل سيفيلود أوسيبوف، وهو ناشط سياسي شاب آخر، والذي يقول إن جهاز الأمن الفيدرالي هدده أيضًا بالسجن ما لم يرسل تقارير مفصلة من جورجيا عما تفكر به الشخصيات المعارضة الروسية هناك، خصوصًا فيما يتعلق بحرب أوكرانيا التي انطلقت في فبراير من هذا العام، والتي أجبرت العديد من منتقدي الكرملين على العيش في المنفى، وبحسب ما قال، فإن عمليات مخبري جهاز الأمن الفيدرالي كانت في ازدياد.

وأكد سيفيلود أن "الخدمات الخاصة الروسية تدرك جيدًا تاريخنا. عندما يظهر مجتمع مهاجر روسي ضخم في الخارج، حيث يتحدث الناس بحرية مع بعضهم البعض ويعملون في مشاريع معًا ويساعدون اللاجئين الأوكرانيين ويخلقون بشكل أساسي دولة روسيا مصغرة في الخارج لا تخضع لسيطرة جهاز الأمن الفيدرالي، فإنهم يخشون أن يعيد التاريخ نفسه. في عام 1917، جاء لينين إلى موسكو وبدأ ثورة روسية. هم مرعوبون من أن يُهدد النظام مرة أخرى بالحرب".

كانت معارضتهما للحرب، كما يقول سيفيلود وميخائيل، هي ما أجبرتهما أخيرًا على رفض العمل لمسؤولي جهاز الأمن الفيدرالي. حتى أن ميخائيل ظهر على التلفزيون الجورجي وهو يوبخ النظام الروسي الذي تجسس لصالحه.

كما أشار ميخائيل إلى أنه بعث برسالة إلى مسؤولي جهاز الأمن الفيدرالي، مضيفًا "وأخبرتهم أنهم هم من بدأوا هذه الحرب وأنها مروعة. رأيت كل الصور على الإنترنت، وقلبوا عالمي رأساً على عقب، لأنني لم أشعر فقط بالكراهية تجاه الحكومة الروسية، ولكن تجاه نفسي لأنني عملت معهم طوال هذه السنوات".

إنها كراهية للذات وإحساس عميق بالذنب للأكاذيب والخيانات، والتي يقول إنه أجبر على فعلها.