إنها واحدة من أكثر عمليات السرقة جرأة في التاريخ الحديث. لصوص يهشمون علب الحاويات الزجاجية بمطارق قبل أن يهربوا بما تساوي قيمتها عشرات الملايين من الدولارات من القطع الأثرية بمتحف في مدينة دريسدن الألمانية عام 2019.
"ليس علي أن أخبركم بمدى صدمتنا أيضًا من وحشية هذا الاقتحام"، هذا ما قالته مديرة المتحف حينها، مضيفة: "هذه (التحف) بقيمة تاريخية ثقافية وفنية لا تقدر بثمن".
وافتعل رجال العصابة أولاً حريقًا تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في متحف "القبو الأخضر"، ثم اقتحموا المتحف وسرقوا 21 قطعة من المجوهرات التاريخية، بعضها من بين الأكثر قيمة في العالم، مرصعة بأكثر من 4300 ماسة.
يبلغ إجمالي قيمة التأمين للقطع قرابة 130 مليون دولار.
خمسة من أصل ستة مشتبه بهم أعضاء في عصابة سيئة السمعة في برلين، وتم إدانتهم الآن من قبل محكمة ألمانية، بينما تم تبرئة واحد. تتراوح مدة أحكام السجن من 4 سنوات و4 أشهر إلى ما يزيد قليلاً عن 6 سنوات. ومع ذلك، فإن بعضهم يخرج حرًا بعد التماس مع النيابة، ما تسبب في رد فعل غاضب في جميع أنحاء البلاد.
ولكن أين المجوهرات؟ رغم أن اللصوص كشفوا للمحققين مواقع بعض القطع المسروقة لمساعدة الغواصين على استعادتها من قناة مائية في برلين، إلا أن القطع الأكثر قيمة لا تزال مفقودة بدون أي أثر ويزعم المدانون الآن أنهم لا يعرفون مكان وجودها.
وتقدم سلطات ولاية ساكسونيا الألمانية مكافأة قد تصل إلى نصف مليون يورو مقابل أدلة ستساعد في العثور على المجوهرات التاريخية المفقودة، لكنها تقر بأن بعض القطع قد لا يتم العثور عليها أبدًا بسبب تفكيكها إلى قطع صغيرة.
كل هذا مع سير أولئك الذين حكم عليهم بسرقة القطع الأثرية خارج قاعة المحكمة والسماح لهم بقضاء عقوبتهم في وقت لاحق.