"الصمت يقتلني".. رجال إطفاء أوكرانيون يصفون الآثار النفسية لعملهم تحت القصف المستمر في الحرب

العالم
نشر
"الصمت يقتلني".. رجال إطفاء أوكرانيون يصفون الآثار النفسية لعملهم تحت القصف المستمر في الحرب

تحدث مراسل CNN، نك باتون والش، رجل إطفاء أوكراني في أورخيف، وهي مدينة قريبة من الخطوط الأمامية حولتها الحرب إلى مدينة أشباح، حول الآثار النفسية للعيش والعمل خلال زمن الحرب.

حيث يقول رجل الإطفاء ديما إنه "في بعض الأحيان يبدو الأمر وكأننا ولدنا في هذه الحرب. في ساعة واحدة، كان هناك 200 صاروخ وارد. كنا في القبو نودع الحياة".

الألم هناك لا يأتي من النيران فحسب، فبعيدًا عن الخطوط الأمامية، تعاني أوكرانيا بطرق لا نراها. لقد فقد ديما جميع أفراد عائلته تقريبًا منذ بداية الحرب، وغادرت زوجته إلى أوروبا كلاجئة بعد أيام فقط من بدء الحرب، مع ابنه. إنه لا يعرف ما إذا كانوا سيعودون أبدًا.

يقول ديما إن "الصمت.. الصمت يقتلني. عندما أكون أعمل أحس بشعور أفضل مما أحس به هنا. اعتدت على وجودي هناك. لا أستطيع النوم ليلًا عندما أكون هنا في المنزل. في بعض الأحيان أنام ساعة في اليوم. عندما أكون في العمل أشعر أنني في منزلي أكثر، ويكون بمقدوري النوم رغم القصف".

يتابع بالقول: "هذه الأيام، بالكاد أستطيع النوم. فعندما أنام أحلم بأفراد أسرتي، أحلم بأنني عائد من دوريتي وأفراد أسرتي ينتظرونني هنا. أحلم بأن زوجتي عادت وأننا سويًا مجددًا. أكون فرحًا برؤيتهم بعد وقت طويل جدًا. لم أر عائلتي منذ أكثر من عام. إنه موضوع مؤلم".

لقد سحقت أورخيف في الأشهر القليلة الماضية، ولكن الحزن الأكبر بالنسبة لديما جاء على الفور مع غزو العام الماضي.

توفي والده في أيام الغزو الأولى قبل أن تغادر زوجته، أصيب بنوبة قلبية. يقول إنها كانت بسبب القصف. في تلك الفوضى، اضطر ديما إلى دفن والده بنفسه.

لم يتبق لديه الآن سوى والدته، التي ترفض مغادرة المنزل الذي توفي فيه والده وولد فيه ديما وحيث يمكن أن يحدث قصف مرة أخرى.