من خلال دعوة الرئيس التركي إلى محادثات صفقة الحبوب في روسيا، حصل فلاديمير بوتين على منصة كبيرة للتنفيس عن شكاويه من الداعمين الغربيين لأوكرانيا.
ففي مؤتمر صحفي لهما، قال بوتين "إن الغرب، بعبارة ملطفة، خدعنا بشأن الأهداف الإنسانية من خلال مبادرة البحر الأسود الإنسانية لمساعدة البلدان النامية".
لكن قبل ساعات من الاجتماع، كانت طائرات بوتين بدون طيار تدمر مخازن الحبوب الحيوية في الموانئ الأوكرانية، كما فعلت بكثافة متزايدة منذ انسحاب روسيا من صفقة حبوب البحر الأسود في يوليو.
ذهب رجب طيب أردوغان إلى سوتشي على أمل إقناع بوتين بقبول صفقة الحبوب الجديدة للأمم المتحدة. لو نجح في ذلك، فقد يأتي التقدم بطيئا.
الصفقة الأولى كانت في الحقيقة صفقتين بالتوازي، واحدة مع أوكرانيا والأخرى مع روسيا. مفتشون يفحصون البضائع مع خروج سفن الحبوب من البحر الأسود ودخولها المياه التركية. استمر الأمر لمدة عام قبل أن ينسحب بوتين أحاديًا.
ويبدو أن أسباب خروجه من الصفقة تعود إلى العقوبات الغربية المفروضة نتيجة لحربه الاختيارية غير القانونية وغير المبررة. ومن المحتمل الآن أنه سيستفيد من صفقة الحبوب لتخفيف بعض العقوبات.
أردوغان يريد أن يكون صانع سلام، لكن في سوتشي بدا أنه يوبخ أوكرانيا ويضفي الشرعية على بوتين، حيث قال: "لكي تتمكن من اتخاذ خطوات مشتركة مع روسيا، تحتاج أوكرانيا إلى تخفيف نهجها. بوتين، بكل حق، لا يوافق إذا ذهبت 44٪ من الحبوب إلى الدول الأوروبية".
من جانبه، يقول بوتين إنه سيفكر في إحياء صفقة الحبوب الخاصة بالأمم المتحدة إذا حصل على ما يريد، والذي يتضمن إزالة ما يدعي أنها قيود على تصدير المنتجات الزراعية الروسية. ولكنه أيضًا يزيد من حدة المعارضة، بالمضي قدمًا في صفقة حبوب منفصلة مع أردوغان.