CNN CNN

منظمة: وحشية النظام السوري قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية

الأحد، 31 تموز/يوليو 2011، آخر تحديث 16:00 (GMT+0400)
انتقدت المنظمة امتناع الأسد عن تكليف لجان تحقيق في الانتهاكات التي قامت بها قوات الأمن
انتقدت المنظمة امتناع الأسد عن تكليف لجان تحقيق في الانتهاكات التي قامت بها قوات الأمن

لندن، إنجلترا (CNN) -- قالت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، الأربعاء إن الأساليب الوحشية التي انتهجتها السلطات السورية لقمع احتجاجات مناوئة للرئيس، بشار الأسد، قد ترقى إلى جرائم حرب، ودعت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، مجلس الأمن  الدولي، لإحالة نظام دمشق إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وتحت عنوان "قمع في سوريا: رعب في تلكلخ"، أوردت المنظمة تقريرا "يوثِّق حالات الوفاة في الحجز وعمليات التعذيب والاعتقال التعسفي التي وقعت في مايو/أيار عندما شن الجيش السوري وقوات الأمن عملية أمنية واسعة النطاق استمرت قرابة أسبوع ضد سكان البلدة الواقعة بالقرب من الحدود اللبنانية""

وأجبر العديد من الأهالي للفرار، أحياناً زحفاً في المنطقة الجبلية، أثناء محاولات مسعورة للهرب إلى بر الآمان في لبنان.

وقالت سيلينا ناصر، الباحثة بـ"أمنستي" التي أجرت ما يزيد على 50 مقابلة مع أشخاص من "تلكلخ"، في مقابلة عبر الهاتف من بيروت: "كان علي فعل شيء لإظهار هذه المعلومات لوضع مزيد من الضغط على السلطات السورية لوقف هذه الممارسات غير المقبولة."

وأوضحت ناصر إن الرئيس السوري أخفق في خطاباته التي ألقاها في الدعوة لفتح تحقيق في الجرائم المرتكبة بواسطة قوات الأمن والجيش، مضيفة بان الحكومة: "ليست في وضع يتيح لها التحدث عن إصلاحات في الوقت الذي ترتكب فيه جرائم ضد الإنسانية."

ويشار إلى أن المنظمة الحقوقية، وكسائر معظم وسائل الإعلام الدولية، رفضت السلطات السورية منحها تصريحاً لدخول البلاد، مشيرة إلى أنها أجرت مقابلات مع فارين عبروا إلى لبنان بجانب أخرى أجريت عبر الهاتف.

وكان نازحون تحدثوا في وقت سابق لـCNN، عن مشاهدتهم لأعمال وحشية وتناثر الجثث المنتفخة في شوارع "تلكلخ" أثناء حملة قمع أعقبت احتجاجات مناوئة للحكومة.

ووصف معتقلون سابقون لـ"أمنستي" أساليب التعذيب المستخدمة ضد المعتقلين مثل الصقع بالكهرباء، وإجبارهم على الجلوس في أوضاع مرهقة والتعليق والضرب، وقال أحدهم، عرف نفسه باسم "محمود": سألني المحقق إذا كنت متزوجاً، فأجبت بلا وقال لي سأقوم بقطع عضوك التناسلي."

وتابع: "قام بضربي بشدة على كلفة أنحاء جسدي حتى فقدت الوعي، وأفقت بصب الماء عليّ ودون سابق إنذار قام بصعق خصيتي بالكهرباء.. إنه لأمر فظيع لا يمكن وصفه."

وأضاف التقرير بأن "معظم المعتقلين أخضعوا للتعذيب"، وأورد على سبيل المثال قيام جنود "بإحصاء عدد المعتقلين الذين ينقلونهم بغرز لفافات التبغ المشتعلة في أعناقهم من الخلف".
 
وروى بعض المعتقلين للمنظمة بالتفصيل كيف كان الأمن العسكري يعذبهم عبر "تقييدهم من الرسغين بقضيب مرتفع عن الارض بمقدار يجبر المعتقل على الوقوف على رؤوس أصابع قدميه"، وهو ما يطلق عليه "وضع الشبح" ثم ضربهم وصعقهم بالكهرباء.

وذكرت "أمنستي" أن الأساليب الوحشية التي استخدمت خلال العملية الأمنية المدمرة التي نفذتها القوات السورية في "تلكلخ" الواقعة في غرب سوريا ربما تشكل جرائم ضد الإنسانية، وجاء في التقرير: لأنها تبدو كجز من هجوم ممنهج وواسع النطاق ضد السكان المدنيين تضمنت مجموعة من الجرائم ضد عدد وافر من الضحايا على نحو منظم وفقا لسياسة الدولة لارتكاب مثل هذا الإعتداء."

وعلى وجه الخصوص، وحسبما أشار التقرير، إلى حرق الأعضاء التناسلية للمعتقلين أو بصعقها بالكهرباء، فأن ذلك "يدخل في سياق التعذيب كجريمة ضد  الإنسانية وقد يرقى، كذلك، إلى جرائم ضد الإنسانية المتمثلة في التعقيم القسري."

وحث المنظمة الحقوقية في تقريرها الحكومة السورية إلى التعاون مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان، والسماح للمنظمة الدولية التابعة للأمم المتحدة التحقيق، ودون عوائق، في انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة.

وقالت إنه ينبغي على  مجلس الأمن الدولي إحالة سوريا إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ، هولندا، وفرض حظر أسلحة وتجميد أصول بشار الأسد وحاشيته.

وترفض السلطات السورية الإقرار عن حركة احتجاج شعبية ضد النظام أو عن سقوط قتلى مدنيين بنيران الجيش وقوات الأمن، وتشير إلى ما يجري في البلاد على أنها أعمال إرهابية تنفذها "عصابات مسلحة".