دمشق، سوريا (CNN) -- استمرت الحملة العنيفة التي يشنها النظام السوري ضد المتظاهرين الاثنين، غير أن التدابير القاسية ضد المدنيين أدت إلى تدمير علاقات دمشق الوثيقة مع جارتها تركيا، وتزايد عزلة نظام الرئيس بشار الأسد.
والاثنين، اقتحمت القوات العسكرية والأمنية بلدة سرمين في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، وفقا لما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهي مجموعة ناشطة لها شبكة من الاتصالات في جميع أنحاء البلاد.
وقال المرصد، إن خمسة أشخاص، بينهم طفل، قتلوا، وأصيب أكثر من 60 شخصا، لافتا إلى أن قوات الأمن اعتقلت عشرات الأشخاص.
وقال أبو عبده، وهو ناشط في جنوب محافظة درعا لشبكة CNN، إن القوات الأمنية هاجمت كلا من قرية جاسم، وقرية الحرة، وقرية نمر، بحثا عن نشطاء، بينما سمع إطلاق نار كثيف.
وأضاف أنه عندما لم تتمكن القوات الأمنية من العثور على ناشطين، اعتقلت سبعة أطفال، تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 9 سنوات، وعدد من المواطنين من كبار السن.
وفي محافظة دمشق، اقتحمت قوات الأمن قرية كارا، وقال المرصد إنها اعتقلت 40 شخصا في سلسلة من الغارات، ووضعت المدافع الرشاشة على أسطح المباني الحكومية.
وقد شجبت القوى العالمية حملة الحكومة ضد المتظاهرين، ما يزيد من عزلة سوريا، حيث كان لتركيا ومنذ فترة طويلة تأثيرا قويا وعلاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع نظام الرئيس الأسد.
وقال الرئيس التركي عبد الله غول، الأحد إن بلاده فقدت ثقتها في سوريا، وأن الوضع بلغ مرحلة تعد الإصلاحات فيها متأخرة، وفقا لما أوردته وكالة أنباء الأناضول التركية.
وأضاف "إن تركيا تبذل جهودا كبيرة، وقدمت العديد من المساهمات في سوريا،" لافتا إلى أن بلاده "تؤيد الشعب السوري.. لأن الشيء الأهم هو الناس."
ومضى الرئيس التركي يقول: "إننا نشعر بالأسف حقا.. يقال إن الأحداث انتهت ثم يقتل 17 آخرون.. كم سيكون العدد اليوم؟ من الواضح أننا بلغنا نقطة سيكون معها أي شيء غير كاف وفات أوانه.. لقد فقدنا الثقة."
وقد حاولت تركيا إقناع النظام السوري لوقف العنف في التعامل مع الاضطرابات، لكن نفوذ أنقرة لم يكن قادرا على وقف الحملة واسعة النطاق، وسط استياء السوريين من نظامهم.
وعلت أصوات أخرى تدعو لوضع حد للعنف في سوريا، ففي نهاية الأسبوع الماضي، دعا مجلس جامعة الدول العربية إلى ضبط النفس ووضع نهاية لسفك الدماء في سوريا في خضم استمرار العنف والاضطرابات.
كما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية السبت، نقلا عن وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي قوله انه يؤيد الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن على الأخير الالتفات إلى مطالب مواطنيه، وسط عدم الاستقرار في البلاد.