CNN CNN

المعارضة السورية: 121 قتيلا بسلسلة "مجازر"

السبت، 05 أيار/مايو 2012، آخر تحديث 20:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اتهمت المعارضة السورية القوات الحكومية بشن حملة عسكرية قاسية قبل ثلاثة أيام من انتهاء المهلة المحددة بموجب مبادرة المبعوث الدولي، كوفي عنان، لوقف العنف، أسفرت عن "مجازر" في محافظات حماة وحلب وحمص، مشيرة إلى سقوط 121 قتيلا.

بينما قالت السلطات التركية إن عدد اللاجئين السوريين على أراضيها ارتفع إلى 24 ألفاً، في حين ندد الأمين العام للأمم المتحدة بهجمات قوات النظام السوري.

وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي جماعة معارضة تقوم بتسجيل الأحداث الميدانية، إن أعداد القتلى الذين باتت تمتلك هوياتهم ارتفع السبت إلى 121، من بينهم 59 في حماة و28 في حمص و13 في ريف حلب و19 في ادلب، إلى جانب قتيل في كل من درعا ودوما بريف دمشق.

وذكرت اللجان أن الحصيلة الأكبر من قتلى محافظة حماة سقطوا في بلدة "اللطمانة" التي قالت إن جيش النظام طوقها فجرا وبدء بالقصف العشوائي العنيف ما أدى إلى تهدم منازل بأكملها على رؤوس أصحابها، قبل أن يقتحمها "ويبدأ عناصره بإطلاق نار عشوائي على أي شيء متحرك،" على حد تعبيرها.

كما اقتحمت قوات الجيش السوري مدينة طيبة الإمام بمحافظة حماة، وسط إطلاق نار عشوائي، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى، وأفادت لجان التنسيق بالعثور على مقبرة جماعية لـ13 جثة لم تعرف هويات أصحابها بعد، مشيرة إلى أن الجثث "مشوهة ولا يمكن فتح القبور بسبب القصف العشوائي المتقطع."

ولفتت لجان التنسيق إلى وقوع اشتباكات في محافظة حمص، وتحديداً بمدينة الرستن التي يسيطر عليها عناصر "الجيش السوري الحر،" المكون من مجموعات منشقة عن النظام، وذكرت اللجان وقوع اشتباكات عنيفة على مدخل المدينة الشمالي بالقرب من سد الرستن، مع وجود قصف مدفعي يستهدف وسطها.

وترافق ذلك مع استهداف للمزارع والقرى المحيطة بالرستن، والتي فر إليها 80 في المائة من سكان المدينة هرباً من العمليات العسكرية الجاري، ونقلت اللجان عن حسن الأشتر، أحد قادة القوات المنشقة عن النظام، قوله إن القصف يستهدف المدنيين، إذ لا وجود لقوات مسلحة معادية لنظام الأسد في تلك المناطق.

وأضاف الأشتر: "الهدف الوحيد للنظام هو تهجير هؤلاء الناس وطردهم خارج مدينتهم والمناطق المحيطة بها ضمن حملة تهجير منظمة."

أما وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" فقالت إن "الجهات المختصة داهمت بعد تحريات ومتابعة وبالتعاون مع الأهالي عدداً من أوكار مجموعات إرهابية مسلحة في بلدة الشيفونية بريف دوما، وأسفرت العملية عن ضبط كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة إضافة إلى أجهزة اتصال."

ونقلت الوكالة إلى أنه خلال المداهمة "تم الاشتباك مع المجموعات الإرهابية ما أدى إلى مقتل عدد من أفرادها وإلقاء القبض على آخرين بينهم أخطر المطلوبين بجرائم قتل وخطف وتخريب،" كما أشارت إلى "تفكيك خمس عبوات ناسفة زرعتها المجموعات الإرهابية المسلحة بين الأبنية السكنية والمحال التجارية في حي دير بعلبة بمدينة حمص."

يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات الميدانية في سوريا، نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.

كي مون يدين عمليات الحكومة السورية

سياسيا، أصدر المكتب الصحفي للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بياناً قال فيه إن كي مون "يدين بشدة التصعيد الأخير في العنف" بسوريا، مندداً بـ"الهجوم الذي تقوم به السلطات السورية ضد المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال، رغم  التزامات الحكومة السورية بوقف كل استخدام للأسلحة الثقيلة في المراكز السكنية."

ولفت البيان إلى أن مهلة العاشر من أبريل/نيسان الجاري الخاصة بوقف العنف والقتال بسوريا "ليست عذرا لمواصلة القتل،" معتبراً أن هذه الأعمال "تخرق الموقف الموحد في مجلس الأمن الدولي، المعبر عنه في البيان الرئاسي الصادر في الخامس من أبريل/نيسان."

وحض البيان الحكومة السورية على "الوقف الفوري وغير المشروط للعمليات العسكرية ضد الشعب السوري،" معتبراً أن من مسؤوليتها "الوفاء بما التزمت به مضيفاً: "السلطات السورية مسؤولة بشكل كامل عن الخروقات الجدية لحقوق الإنسان وللقانون الإنساني الدولي، ويجب أن يتوقف هذا الأمر فوراً."

ولفت كي مون إلى أن وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، اتصل به لإعلامه بتدفق اللاجئين إلى الأراضي التركية، وذلك خلال حوار هاتفي جرى بينهما.

من جانبها، قالت السلطات التركية السبت، إن أعداد اللاجئين السوريين إلى أراضيها بلغت 24 ألف لاجئ، بعد التدفق الكبير للفارين من العمليات العسكرية التي تجري بشمال البلاد.

روسيا تدعو للجنة مراقبة "مقبولة" من سوريا

وفي موسكو، قال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي، "إن بعثة المراقبين العسكريين التابعين لهيئة الأمم المتحدة إلى سورية، يجب أن تتكون من ممثلي البلدان التي يقبل بها الجانب السوري."

وقال غاتيلوف، في تصريحات أدلى بها إلى قناة  "روسيا اليوم" الناطقة باللغة الانجليزية، إن الأمم المتحدة لم تبحث مع موسكو بعد إمكانية مشاركة ممثلين عن روسيا في البعثة الأممية، التي ستتولى على الأرض مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار.

وأضاف المسؤول الروسي أن هذا "موضوع حساس جدا"، مشيرا إلى أن كي مون وعنان مازالا حتى الآن يدرسان طبيعة الأطراف التي يمكن أن تدخل في تركيب البعثة الأممية.