| بوتين يلتقي بالصحفيين لآخر مرة بالكرملين قبل مغادرته السلطة |
موسكو، روسيا (CNN)-- فيما يُعد آخر مؤتمر صحفي، قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الثاني من مارس/ آذار المقبل، شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجوماً عنيفاً على أوروبا، متهماً إياها بتبني "معايير مزدوجة" فيما يتعلق بالدعم الأوروبي لاستقلال كوسوفو، مشدداً على موقف بلاده الثابت برفض استقلال الإقليم. ووصف بوتين في المؤتمر الصحفي السنوي "الكبير"، الذي عقده في الكرملين الخميس، تأييد الدول الأوروبية استقلال كوسوفو من جانب واحد عن صربيا، أحد أبرز الحلفاء الأوربيين لموسكو، بأنه أمر "غير أخلاقي"، و"غير قانوني"، معتبراً أن "أوروبا تطبق معايير مزدوجة بشأن القضايا الإقليمية." وفيما شدد الرئيس الروسي على أن "الدول الصغيرة لا تشعر بالأمان على الساحة الدولية"، فقد دعا الأطراف المعنية إلى الالتزام بقرارات الأمم المتحدة، وحث في نفس الوقت، الاتحاد الأوروبي على عدم انتهاج معايير مزدوجة بشأن هذه القضية. ومن المتوقع أن يعلن إقليم كوسوفو، وغالبية سكانه من الألبان، استقلاله من جانب واحد، بعد فشل العديد من المفاوضات الرامية إلى تسوية الوضع المستقبلي للإقليم، الذي يخضع لإدارة دولية منذ عام 1999، بعد انتهاء الموعد النهائي الذي كانت قد حددته الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وقد امتد المؤتمر السابع، الذي يعقده بوتين سنوياً مع الصحفيين، لما يقرب من خمس ساعات، بمشاركة عدد قياسي من الصحفيين بلغ 1364 صحفياً، أجاب فيها على 106 أسئلة، طرحها 80 صحفياً يمثلون مختلف وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، حسبما ذكرت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء. إسرائيل ليست دولة يهودية.. ويجب الاستماع لحماس وفي معرض حديثه عن الوضع بمنطقة الشرق الأوسط، أعلن الرئيس بوتين أن روسيا تؤيد جهود الولايات المتحدة لتحقيق التسوية في الشرق الأوسط، وقال: "تؤيد روسيا ما يقوم به بوش في الفترة الأخيرة"، ولكنه استدرك قائلاً إنه لا يود أن يقول إن روسيا موافقة على كل شيء. وفيما قال الرئيس الروسي إن إسرائيل "لا تعتبر الآن دولة يهودية"، نظراً لوجود نسبة كبيرة من العرب فيها، والذين تتزايد أعدادهم باستمرار، فقد دعا في الوقت نفسه إلى سماع صوت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في المفاوضات الخاصة بتسوية أزمة الشرق الأوسط، مؤكداً على ضرورة إيجاد أسس للتعاون والعمل المشترك. | منظومة الصواريخ الأمريكية تشعل التوتر بشرق أوروبا |
كما أشار إلى ضرورة توفير "الظروف الآمنة" لوجود إسرائيل، والظروف المناسبة التي تجعل الشعب الفلسطيني يشعر بأنه سيد الأرض التي يعيش عليها، مضيفاً قوله: "نحن ضد تفتيت الأراضي الفلسطينية، ويجب أن تكون الدولة الفلسطينية في المستقبل مكتفية ذاتياً ومحترمة، ومستقلة." وأكد بوتين أنه "إذا اعتبر جميع المشاركين في عملية التسوية، أن المؤتمر القادم الذي تعتزم روسيا تنظيمه سيكون مفيداً في إيجاد حل وسط، فإن روسيا ستقدم على تنظيم هذا المؤتمر"، مشدداً على أن روسيا ستواصل العمل مع جميع المشاركين في عملية التسوية في الشرق الأوسط. منطقة رابعة "محتملة" لمنظومة الصواريخ الأمريكية ورداً على ما أثاره الأوروبيون بشأن معاهدة الحد من القوات المسلحة التقليدية، دعا بوتين إلى التعامل بنزاهة مع هذه المسألة، قائلاً: "لقد وقعنا المعاهدة الخاصة بتحديد الأسلحة والرقابة على التسلح في أوروبا، وصادقنا عليها، كما قمنا بتقليص جميع تشكيلاتنا العسكرية" في الشطر الأوروبي من روسيا. ولكن الرئيس الروسي شدد على أن شركاء روسيا لم يصادقوا على المعاهدة المذكورة، مشيراً إلى أن موسكو قد ذكرت في العديد من المناسبات طوال السنوات السابقة، أنها لن تواصل تنفيذ الالتزامات في إطار تلك المعاهدة من جانب واحد، فيما لم يقدم الآخرون على تنفيذ التزاماتهم. وذكر أن دول البلطيق لم توقع أصلاً على الصيغة المعدلة للمعاهدة، مما يعني احتمال ظهور منطقة رابعة لمواقع المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ، بالإضافة إلى المنطقتين الأولى والثانية في الولايات المتحدة، والمنطقة الثالثة التي تخطط واشنطن لإقامتها في أوروبا الشرقية. وقال إن موسكو ستجد نفسها مضطرة لتصويب جزء من صواريخها إلى مواقع المنطقة الثالثة للمنظومة الأمريكية في أوروبا الشرقية، موضحاً بقوله: "يرى خبراؤنا أن هذه المنظومة تهدد الأمن الوطني لروسيا، وإذا ظهرت، فسنكون مضطرين للرد عليها بالشكل المناسب." وشدد بوتين على أن روسيا لن تعيد تصويب صواريخها إلا في حالات الضرورة، إلا أنه لم يستبعد إعادة تصويب صواريخ روسية نحو أوكرانيا، في حال ظهور قواعد عسكرية لحلف شمال الأطلسي "الناتو" على الأراضي الأوكرانية. كما أكد الرئيس بوتين أن المهمة الرئيسية لروسيا تتمثل في حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الداخلية، وليس الدخول في مواجهات مع بلدان أجنبية، مؤكداً أن موسكو لا تحمل أية نوايا عدوانية تجاه الغرب. وذكر أن روسيا تود تطوير الشراكة والعلاقات الإستراتيجية مع جميع البلدان، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، وأضاف: "ليست لدينا أية رغبة بإيصال قضية ما إلى حد المواجهة." |