| القوات الكينية تغلق الطريق أمام احتجاجات المعارضة |
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN)-- أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، عن خيبة أملها بسبب عدم توصل الحكومة الكينية إلى اتفاق مع المعارضة، محذرة في الوقت نفسه من تجدد أعمال العنف في الدولة الأفريقية. وقالت رايس في بيان الثلاثاء: "أشعر بخيبة أمل كبيرة نتيجة فشل جهود الوساطة الحالية في تسوية جميع الخلافات العالقة" في كينيا، مضيفة أن ذلك "سيمنح فرصة لتأجيل الحل، كما أنها قد تؤدي لاندلاع موجة جديدة من أعمال العنف." جاء بيان وزيرة الخارجية الأمريكية قبل قليل من إعلان الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنان، وسيط الاتحاد الأفريقي في الأزمة الكينية، تعليق المحادثات مع ممثلي الحكومة والمعارضة، نتيجة "عدم تحقيق تقدم يكر" في تلك المفاوضات. وأعلن عنان، في تصريحات للصحفيين في العاصمة الكينية نيروبي الثلاثاء، أنه سيتوجه إلى عقد لقاءات مباشرة مع كل من الرئيس الكيني مواي كيباكي، وزعيم المعارضة رايلا أودينغا، لتسوية الأزمة السياسية في كينيا. وقال عنان: "نظراً إلى الطريق الذي سلكته المحادثات، أعتقد أنه من المهم أن يتم تعليق المفاوضات، ليس في إشارة يأس أو تخل عن المهمة، بل من أجل بحث الموضوع مباشرة مع الرئيس وزعيم المعارضة." وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، التي قامت بزيارة إلى نيروبي الأسبوع الماضي، قد أعربت عن أملها في أن يتم تسوية "الصراع الدامي" في كينيا، من خلال "اقتسام السلطة" بين الحكومة والمعارضة، لإنهاء موجة العنف العرقي التي راح ضحيتها المئات مؤخراً. وقالت رايس، في تصريحات للصحفيين عقب اجتماع مع مسؤولين حكوميين ومثلين للمعارضة، ضمن جهود دولية لتسوية الأزمة: "هذه القضية بحاجة إلى وضع نهائي لها، ويجب أن تنتهي في أسرع وقت." وشهدت كينيا مواجهات عنيفة منذ انتخابات الرئاسة التي جرت في 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والتي أسفرت عن فوز الرئيس مواي كيباكي، بفترة رئاسية جديدة، بفارق ضئيل عن منافسه رايلا أودينغا، زعيم ما يُعرف بـ"الحركة البرتقالية الديمقراطية"، وهو ما شككت المعارضة في صحته.(القصة كاملة) وقد أسفرت تلك الاضطرابات، والتي تُعد الأسوأ في كينيا منذ استقلالها في العام 1963، عن مقتل ما يزيد على 1500 شخص، فضلاً عن نزوح أكثر من 300 ألف شخص آخرين، وفقاً لتقديرات الصليب الأحمر الكيني. وفي أواخر الأسبوع الماضي، هددت المعارضة الكينية باستئناف احتجاجاتها الحاشدة خلال أسبوع، إذا لم تشرع الحكومة في اتخاذ إجراءات عملية باتجاه تعديل دستور البلاد.(التفاصيل) وقال رئيس حزب المعارضة الرئيسي في كينيا، أنيانغ نيونغو، إن البرلمان يجب أن يبدأ في عقد جلساته خلال أسبوع، لمناقشة التعديلات التي تم الاتفاق عليها مؤخراً بين ممثلي الحكومة والمعارضة، خلال المفاوضات التي جرت بوساطة دولية. وكان المتحدث باسم لجنة تابعة للأمم المتحدة، تتولى الوساطة بين الحكومة الكينية والمعارضة، ناصر إيغا موسى، قد أعلن مؤخراً أن كلا الطرفين توصلا إلى اتفاق لإنهاء العنف العرقي الذي يعصف بالبلاد، في أعقاب الانتخابات الرئاسية.(المزيد) وقال موسى، في تصريحات لـCNN، إن الأمين العام السابق للمنظمة الدولية، كوفي عنان، الذي يقود جهود الوساطة بين طرفي الصراع، نجح في إقناع طرفي الأزمة الكينية بالتوصل إلى "إتفاق مبدئي"، قد يمهد لإنهاء المواجهات بين الجانبين. وتتركز المفاوضات بين الحكومة والمعارضة، والتي يقودها عنان منذ 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، على التوصل إلى اتفاق حول تعديل دستور البلاد، إضافة إلى استحداث منصب رئيس للوزراء، وهو المنصب الذي قد يشغله أودينغا، في حال التوصل إلى اتفاق بشأنه. يُذكر أن شبكة CNN كانت قد كشفت مؤخراً أن الإدارة الأمريكية بصدد حرمان أعضاء في الحكومة والمعارضة الكينية، يشتبه بدورهم في إذكاء العنف، من حق الحصول على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وفي هذا الصدد، بعثت الخارجية الأمريكية برسائل إلى عدد من السياسيين ورجال الأعمال الكينيين تبلغهم فيها أن تأشيرات الدخول إلى الأراضي الأمريكية التي بحوزتهم "قيد المراجعة"، بسبب الاشتباه بضلوعهم في تأجيج موجة العنف بالبلاد. |