| رايس ولافروف خلال مؤتمر صحفي سابق |
موسكو، روسيا (CNN)-- فشلت الجولة الأخيرة من المباحثات الثنائية بين وزيري الدفاع والخارجية في كل من الولايات المتحدة وروسيا، في إنهاء الخلاف بين الجانبين بشأن الدرع الصاروخي الذي تسعى واشنطن إلى نشر أجزاء منه في وسط وشرق أوروبا، وهو الأمر الذي يلقى معارضة شديدة من جانب موسكو. ففي ختام اجتماعات أُطلق عليها (2+2) جرت في موسكو خلال اليومين الماضيين، قال وزير الخارجية الروسي إن الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة بشأن المنظومة الصاروخية "مازال قائماً"، في الوقت الذي شدد فيه وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، على أن الدرع لن يمثل أي تهديد لموسكو. وقال لافروف، في مؤتمر صحفي عقد في ختام مباحثاته مع غيتس ووزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس: "لقد بحثنا تلك المسائل التي لم يتم تحقيق اتفاق بشأنها، وخاصة قضية الدفاع المضاد للصواريخ، ومستقبل نظام تقليص الأسلحة الإستراتيجية الهجومية، الذي تنتهي فترة العمل به في ديسمبر/ كانون الأول 2009." إلا أن وزير الخارجية الروسي ونظيرته الأمريكية أعربا عن ثقتهما في قدرة كل من واشنطن وموسكو على حل خلافاتهما من خلال مواصلة "الحوار البناء"، بشأن العديد من القضايا محل الخلاف بينهما، وفقاً لما نقلت أسوشيتد برس. وبهذا الصدد قالت رايس: "عندما تكون لدينا اختلافات، فإنه يمكننا الحوار بشأنها في جو من الاحترام المتبادل"، حيث أبدت تأييدها لما ذكره نظيرها الروسي بأن الجانبين لا يسعيان إلى مزيد من التصعيد في الخلاف الذي يتعلق بمنظومة الصواريخ الدفاعية الأمريكية. ويتركز الخلاف بين موسكو وواشنطن بشأن مسألة نشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا الشرقية، حيث ترى روسيا أن "الحجج والمبررات" التي تقدمها الولايات المتحدة لنشر تلك العناصر قرب الحدود الروسية "غير مقنعة." كما ترى موسكو أن التهديد الصاروخي، الذي تتخذ منه واشنطن مبرراً لنشر منظومتها الصاروخية الدفاعية في وسط وشرق أوروبا، "غير موجود أصلاً"، حسبما ذكرت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء. وتصر الولايات المتحدة على أن الدرع تهدف إلى حماية الدول الأوروبية من هجمات صاروخية محتملة قد تشن عليها من دول أخرى، بينما ترى موسكو في الدرع تهديداً لهيبتها الإستراتيجية ومحاولة لمحاصرتها عبر دول كانت تدور في فلكها خلال الحقبة السوفيتية. وكانت تقارير سابقة قد أشارت الاثنين إلى حدوث "اختراق نوعي" في الخلاف الروسي الأمريكي حول الدرع الصاروخي، مع إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنه تلقى رسالة من نظيره الأمريكي، جورج بوش، تتضمن نقاطاً مهمة حول هذا الملف. ويرجح أن رسالة بوش تضمنت رداً على اقتراح بوتين على نظيره الأمريكي باستخدام محطة رادار تستأجرها روسيا في أذربيجان، إضافة إلى محطة إنذار مبكر يجري إنشاؤها في جنوب روسيا، وهي الرسالة التي وصفها وزير الخارجية الروسي بأنها "مخيبة للآمال." وفيما يتعلق بمعاهدة "تقليص الأسلحة الإستراتيجية الهجومية"، فقد فشل الجانبان أيضاً في الاتفاق على آلية جديدة بهذا الشأن، بعد انتهاء العمل بالاتفاقية الحالية أواخر العام المقبل. وتم التوقيع على هذه المعاهدة بين الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة في 31 يوليو/ تموز 1991، ثم دخلت حيز التنفيذ في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول 1994، بمشاركة روسيا والولايات المتحدة، إضافة إلى ثلاث دول غير نووية، هي بيلاروسيا، وكازاخستان، وأوكرانيا. وبحسب المعاهدة، يتعين على روسيا والولايات المتحدة، تقليص ترسانتيهما من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية إلى 1600 وسيلة حمل لهذا النوع من الأسلحة، كالصواريخ أو القاذفات طويلة المدى، و6000 شحنة نووية. كما تشترط المعاهدة ألا يتجاوز عدد الشحنات النووية على الصواريخ البالستية العابرة للقارات والصواريخ البالستية التي تطلق من الغواصات 4900 وحدة، وعدد الشحنات النووية على الصواريخ البالستية المنقولة العابرة للقارات 1100 وحدة، وعدد الشحنات النووية على الصواريخ البالستية الثقيلة العابرة للقارات 1540 وحدة. ووفقاً لما أكدته السلطات في موسكو، فقد قلصت روسيا ترسانتها بحلول الموعد المنصوص عليه في المعاهدة، في العام 2007 الماضي، إلى 1136 وسيلة لحمل الأسلحة الهجومية الإستراتيجية، و5518 شحنة نووية. |