كرزاي: سنثأر من مافعلوه بأفغانستان طيلة السنوات الماضية
كابول، أفغانستان (CNN)-- أثارت تصريحات الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، بشأن "حق" قوات بلاده في ملاحقة العناصر المسلحة داخل الأراضي الباكستانية، ردود فعل غاضبة من جانب إسلام أباد، التي قالت إنها لن "تسمح" بدخول أي جندي أفغاني إلى أراضيها.
ففيما وُصف بأقوى تصريحات تطلقها حكومة كابول تجاه إسلام أباد، حذر الرئيس كرزاي أن لقوات بلاده "حق" عبور الحدود إلى داخل باكستان لملاحقة المليشيات المتشددة، التي تشن هجمات داخل الأراضي الأفغانية.
وجاء الرد الباكستاني على تصريحات الرئيس الأفغاني سريعاً، على لسان رئيس الحكومة الباكستانية، يوسف رضا جيلاني، الذي شدد على قوله: "إننا لن نتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، كما أننا لن نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا."
وأضاف جيلاني، في تصريحات نقلتها شبكة ARY التلفزيونية الباكستانية، قائلاً: "مثل هذه التصريحات لا تساعد في إقامة علاقات صداقة طبيعية بين الدولتين، كما أنها تضر بمصالح المواطنين الذين يقيمون على الحدود في كلا الجانبين."
كان كرزاي قد ذكر أمام حشد من الصحفيين في العاصمة الأفغانية كابول الأحد، إن "لأفغانستان حق الدفاع عن النفس عندما يعبرون (المليشيات) أراضيه.. هذا تحديداً يمنحنا حق القيام بالمثل"، كما حذر من أن "صبر إدارته قد نفد"، متحدثاً عن الدمار الذي تحدثه تلك الهجمات عبر الحدود على البنى التحتية في بلاده.
وتعد تحذيرات كرزاي أقوى تهديدات تطلقها إدارة كابول، التي دأبت على مناشدة الجارة باكستان والقوات الدولية تبني تدابير حازمة لكبح جماح المليشيات المتشددة، التي صعدت خلال العامين الأخيرين من هجماتها الدموية في أفغانستان.
وتابع الرئيس الأفغاني تحذيره قائلاً: "هذا طريق من اتجاهين، والأفغان جيدون في هذا النوع من الرحلات ذات الإتجاهين.. سنكمل الرحلة، وسننال منهم ونلحق الهزيمة بهم"، وأردف: "سنثأر لكل ما فعلوه بأفغانستان طيلة السنوات العديدة الماضية."
وسمى الرئيس الأفغاني خلال تحذيره عدداً من قيادات المليشيات المسلحة من بينهم بيت الله محسود، زعيم طالبان باكستان، الذي تتهمه إسلام أباد بأنه العقل المدبر لاغتيال زعيمة المعارضة الراحلة بنظير بوتو العام الماضي.
وخلصت تحقيقات أجرتها وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي. آي. ايه." إلى الاستنتاجات ذاتها بضلوع محسود في اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة.
وتأتي التصريحات فيما تلاحق القوات الأفغانية والدولية عشرات السجناء الذين تمكنوا من الفرار من سجن قندهار عقب عملية جريئة لمليشيات طالبان مساء الجمعة.
وتواجه الجارتان - باكستان وأفغانستان - حليفتا إدارة واشنطن في الحرب التي تشنها ضد الإرهاب، عدواً مشتركاً، يتمثل في مد التشدد المسلح المتنامي، وفق مراقبين.
وتنفذ المليشيات المتشددة هجماتها داخل الدولتين انطلاقاً من مناطق القبائل الباكستانية النائية الخارجة عن نطاق سيطرة إسلام أباد المتاخمة لحدود أفغانستان.
وفي العادة، تستهدف هجمات العناصر المسلحة القوات الأفغانية والدولية، التي فشلت ورغم تدفق المزيد من القوات الإضافية، في إحتواء العنف الذي يزعزع استقرار أفغانستان.
وارتفعت موجة العنف الدامي هناك إلى معدلات قياسية العام الماضي، حيث لقي أكثر من 8 آلاف شخص مصرعهم جراء العنف المتصل بهجمات المليشيات المسلحة - الأعلى منذ الغزو الأمريكي لأفغانستان أواخر عام 2001.
وأوقعت موجة العنف أكثر من 1500 قتيل، هذا العام.
وصعدت حركة طالبان التي أطاح بها الغزو الأمريكي منذ قرابة سبع سنوات، خلال العامين الفائتين، من هجماتها ضد قوات الأمن الأفغاني، التي تفتقر إلى التجهيزات والتدريبات اللازمين.
ولقي أكثر من 900 رجل شرطة أفغاني مصرعهم في هجمات العام الماضي.
وأوقعت تلك الهجمات مائة قتيل بين صفوف القوات البريطانية، منذ الغزو الأمريكي في أواخر عام 2001، كما بلغت خسائر القوات الأمريكي أكثر من 400 قتيل.
وأعلن الجيش الأمريكي مقتل أربعة من جنوده في انفجار قنبلة على جانب الطريق، السبت.