قطاع العقارات عانى الكثير في دبي

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لطالما كان معرض سيتي سكيب دبي، مرآة للازدهار الذي شهدته هذه الإمارة الخليجية في قطاع العقارات، حيث كانت الأموال تتدفق باتجاه الإنشاء والربح واعد، قبل أن تغير الأزمة المالية العالمية الكثير بالنسبة للقطاع.

وكل عام في معرض سيتي سكيب، كانت الأشياء أكبر وأفضل، من حيث الأرقام والمشاريع وحتى الأجنحة، لكن هذا العام تغيرت الحال تماما، فالزوار أقل بكثير، والمشاركون كذلك، إذ تراجع عددهم بنحو 30 في المائة.

وكان المعرض المكان الأمثل للإعلان عن الصفقات والمشاريع الضخمة، التي تنفذها الشركات العملاقة، مثل أطول برج، وأضخم مركز تسوق، وغيرها من الأوصاف، لكن الآن، حتى المطورون الكبار، أصبحوا أكثر تحفظا.

ويبدو تأثير الأزمة التي عصفت بالقطاع العقاري في دبي، واضحاً على معرض سيتي سكيب، إذ عمد كثير من الشركات إلى استخدام نفس المنصات والأجنحة التي شاركوا فيها في دورة المعرض الماضي، وهو أمر لم يكن ليحدث في السابق أبداً.

ويقول مشاركون في المعرض إن أسعار المنازل في دبي تراجعت بنحو 50 في المائة، في حين تقول نشرة "ميد" الاقتصادية إن هناك مشاريع عقارية بقيمة 281 مليار دولار تم تجميدها في دبي.

ويقول أسيب رحمن من شركة "شيروود" للعقارات "اعتقد أن السوق ما يزال في حالة صدمة إلى حد ما.. فالربع الأول من العام شهد ذعرا حقيقيا، وكان الأمر أشبه بتسونامي ضرب السوق الإماراتية."

من جهته، يقول ماركوس جيبل، الرئيس التنفيذي لشركة ديار العقارية إن شركته "أخذت إجازة من العمل في 2009، فلا مشاريع جديدة في هذا العام، أما في 2010 فسنعاود نشاطنا، وغالبا في قطاع البناء السكني منخفض التكاليف بمشاريع يمكن انجازها في عام أو عام ونصف."

ويقول مطورون إن تغيير الإستراتيجية في ظل الأزمة الحالية كان ضروريا، بصرف النظر عن احتمالات النجاح أو الفشل، لكن كثيرين منهم يقول إن أسوأ ما الأزمة انتهى بالفعل.

ويرى خالد ملك الرئيس التنفيذي لشركة دبي للعقارات أن قطاع الإنشاءات "أصبح أكثر نضوجا من السابق، واختفى المشككون الذين كانوا سببا في المشكلة، ونرى الآن مستثمرين جادين.. الناس يتحدثون عن مواعيد تسليم المشاريع وليس عن إطلاقها."  

وتحاول الشركات العقارية في دبي الآن طمأنة المستثمرين الذين شعروا بالقلق في ظل الأجواء الحالية، والتعثر الذي تعرض له قطاع العقارات في الإمارات، بعد موجة من فقدان الوظائف، وتراجع الأسعار في القطاع.