الزميل جون دفتريوس، معد ومقدم برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" الجديد يقوم بتسجيل انطباعاته ومشاهداته أسبوعياً، ويطرح من خلالها، وبلغة مبسطة، رؤيته لاقتصاد المنطقة، انطلاقاً من خبرته الطويلة في عالم الصحافة الاقتصادية.

وفي هذا الأسبوع، يكتب جون زاويته حول التعيينات الجديدة في السعودية، وأثرها على الاقتصاد المحلي.

ما هي الرسالة الحقيقية وراء إجراء هذه التعديلات؟

الرياض، السعودية (CNN) -- شهدت السعودية قبل نحو أسبوعين تغييرات كبيرة في البيت الداخلي، وهو ما أثار جدلا بين المراقبين حول الرسالة التي يحاول العاهل السعودي إيصالها إلى العالم.

فمنذ توليه العرش في 2005، لم يقم الملك عبدالله بأي تغييرات وتبديلات تذكر، واليوم نجد سيدة، هي نورة الفايز، تتولى منصب نائب وزير التعليم لشؤون تعليم الفتيات، وهو أمر قد لا نجده عظيما في بروكسل، أو الإمارات العربية المتحدة، أو قطر، إلا أنه كذلك في الرياض.

وما يبعث على الإبهار هنا هو أن هذه السيدة هي التي ستشرف على خطط لبناء مشاريع تعليمية بعشرات المليارات، تحت إدارة أرامكو السعودية.

وفي الوقت ذاته، تم الاستغناء عن أربعة وزراء من الحرس القديم، بينما عُين محمد الجاسر، محافظا للمصرف المركزي، وهو الحاصل على شهادات البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه من كاليفورنيا.

تقول جاين كينينمونت، محللة في وحدة الاستخبارات الاقتصادية "لدينا الآن شخصية تلقت تعليمها في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن الجاسر شخصية شابة وجديدة."

وتضيف "أعتقد أن الجاسر سيكون قادرا على إيصال الرسائل السعودية إلى العالم، وبهذا سيقدم صورة أفضل عن المجتمع السعودي."

إلا أن توقيت هذا التغيير ليس صدفة على الإطلاق، فأسعار النفط المتدهورة، والحاجة إلى لعب دور أكبر في المنطقة دعت العاهل السعودي إلى اختيار هذا التوقيت.

وباختصار، يمكن القول أننا لا نتوقع الكثير من التغيير في السعودية، خصوصا في الجانب الاقتصادي، وهو ما يمكن أن يطلق عليه اسم "النوع الأفضل من الاعتدال".