دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- انقسم الشرق الأوسط بين وضعين اقتصاديين، فهناك من يعيش على الأموال التي أحرزها من مبيعات النفط في الأعوام الماضية، في حين تعتمد الدول الأخرى على التصدير وعوائد العمال العاملين في الخارج.
وإذ ترخي الأزمة المالية العالمية بظلالها على الأوضاع في مختلف دول المنطقة، فإن معظم التقارير تشير إلى أنها ستواصل النمو، وإن بوتيرة أقل من العام الماضي.
ويقول عماد فاخوري، مدير شركة تطوير العقبة: "دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستشهد نتائج اقتصادية أفضل من بقية مناطق العالم، ومعظم الحكومات تتوقع نمواً حقيقياً يتراوح بين 2.5 وثلاثة في المائة."
وجراء تراجع أسعار النفط وتقلص الطلب عليه من الدول المتقدمة، فإن نمو دول المنطقة، وفقاً لصندوق النقد الدولي، سيتراجع بمقدار النصف من 5.4 في المائة إلى 2.3 في المائة، وقد تشهد ميزانياتها عجزاً بقيمة عشرة مليارات دولار مقابل فائض مالي يقدر بـ400 مليار دولار العام الماضي.
غير أن بعض المسؤولين بالدول الخليجية المصدرة للنفط يشير إلى أن نتائج الأزمة المالية عليها لم تكن مطابقة لما شهدته أوروبا والولايات المتحدة، وفي هذا السياق، قال الشيخ أحمد محمد آل خليفة، وزير المال البحريني: "لم نشهد في المنطقة خسارة وظائف كما حصل في أوروبا والولايات المتحدة لأن طبيعة سوق العمل مختلفة."
بالمقابل، يلفت جون ماري بان، مدير مؤسسة Bain & co المالية الاستشارية، إن دول الشرق الأوسط المستوردة للنفط استفادت من واقع تراجع أسعار الطاقة.
وتشير التقارير إلى أن تلك الدول، وفي مقدمتها لبنان وسوريا والأردن، تعيش ظروفاً اقتصادية مقبولة، ففي الأردن مثلاً تراجع التضخم من 14 إلى أربعة في المائة.
وتعتبر مصر واحدة من الدول التي تواصل النمو في ظل الأزمة المالية الحالية، وإن بوتيرة أبطأ من السابق، فقد نمت البلاد بنسبة سبعة في المائة خلال السنوات الماضية، لكنها اليوم تشهد مستويات لا تزيد عن أربعة في المائة.
وأمام مصر مشكلة البطالة، التي تبلغ قرابة تسعة في المائة، بينما يعيش خُمس المصريين على أقل من دولار باليوم.
وتعتمد معظم دول المنظقة غير النفطية على تصدير العمالة، وتشير تقارير صندوق النقد إلى أن أولئك العمال يرسلون 17 مليار دولار لدولهم، ورغم توقعات تراجع المداخيل بفعل تدني التحويلات وانخفاض حركة السياحة، إلا أن لسان حال المنطقة يقول: إن نمواً محدوداً يبقى أفضل من الإنكماش.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.