ضغوط عربية وأفريقية لتأجيل قضية البشير

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن على الحكومة السودانية التحرك قضائياً لمواجهة التعديات والانتهاكات التي تطال حقوق الإنسان في دارفور، إذا أرادت استيفاء شروط إعمال المادة 16 من معاهدة روما، التي تتيح تأجيل تنفيذ مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس عمر البشير.

وقال كي مون إنه مطلع على وجود تحرك دبلوماسي للاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية وبلدان أخرى لتأجيل تنفيذ المذكرة، معتبراً أن ذلك سيخضع لقرار مجلس الأمن في نهاية المطاف، غير أنه اعتبر بأن الأوان لم يفت بعد أمام الخرطوم.

وأضاف كي مون، الذي كان يتحدث في المؤتمر الصحفي الدوري الذي يعقده في الأمم المتحدة: "من موقعي كأمين عام للأمم المتحدة، فأنا أطلب من الحكومة السودانية وأحضها على القيام بإنجازات قضائية معقولة وذات مصداقية (في دارفور) لاستيفاء متطلبات المادة 16 قبل أن تتوقع أو تتحرك باتجاه إصدار قرار التأجيل."

ولدى سؤاله عن ما إذا كان موقفه يعني أن بإمكان السودان إطلاق آلية قضائية محلية للتخلص من الأعباء الدولية المفروضة عليه من خلال القضاء الدولي قال: "ما طلبته من الرئيس البشر سابقاً كان اتخاذ إجراءات قضائية داخلية، على أن تتمتع بمصداقية لا غبار عليها، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي تحقق شروط المادة 16."

وتابع: "لا يمكن القول إن الأوان قد فات، وأنا أظن أن بوسعهم، بل عليهم، القيام بهذه الإجراءات الضرورية."

يشار إلى أن المادة 16 من معاهدة روما التي تشكل القانون الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية تتيح لمجلس الأمن الدولي تأخير الإجراءات لمدة عام قابل للتجديد، وهو أمر تحاول الجامعة العربية والكتلة الأفريقية، ودول من الصين وروسيا، العمل لتحقيقه.

يذكر أن منظمة "أطباء بلا حدود" كانت قد أعلنت الخميس عن اختطاف ثلاثة من العاملين لديها في إقليم دارفور الذي يمزقه النزاع المسلح.

وأوضحت المنظمة أن ممرضاً كندياً وطبيباً إيطالياً ومنسقاً فرنسياً اختطفوا مساء الأربعاء في منطقة "صراف عمرة"، في شمال دارفور، كاشفة أن اثنين من الموظفين السودانيين العاملين معها تعرضوا للاختطاف أيضاً، إلا أنه أطلق سراحهما لاحقاً.

وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن المختطفين الثلاثة يعملون ضمن الفرع البلجيكي، مشيرة إلى أنه تم الاتصال بذوي المختطفين.

وتحاول المنظمة في الوقت الحالي تحديد "الظروف والغايات" من عملية الاختطاف هذه.

وأوضحت المنظمة قائلة: "إن مشاعرنا مع زملائنا وعائلات المختطفين.. والمنظمة تعبر عن بالغ قلقها إزاء سلامتهم، وتبذل ما في وسعها لمعرفة مكانهم، وتأمين عودتهم بأمن وسلام."

هذا، وكان السودان قد قرر الأسبوع الماضي طرد 13 منظمة إغاثة دولية غير حكومية من المنظمات والمؤسسات الإنسانية التي تعمل في دارفور، رداً على مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني، عمر البشير.

وكانت السلطات السودانية طردت الأسبوع الماضي فرعي منظمة أطباء بلا حدود الفرنسي والهولندي، لكنها لم تطرد فروع بلجيكا وسويسرا وإسبانيا.

واعتبرت المنظمة أن قرار طرد أطباء بلا حدود من دارفور انعطافاً خطيراً في مجرى الأحداث، حيث يخلف عواقب غير متوقعة على سكان المنطقة.