قال السودان إن المذكرة أحد أشكال الاستعمار الجديد

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN) -- تشير تقارير إلى توجيه قطر الدعوة للرئيس السوداني، عمر البشير، للمشاركة في القمة العربية الحادية والعشرين وقمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، وتأكيد الخرطوم مشاركة الرئيس رغم إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه بدعوى ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وقالت وكالة الأنباء القطرية إن الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر وجه دعوة للبشير لحضور مؤتمر القمة العربية الحادية والعشرين وقمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية المقرر انعقادهما في الدوحة أواخر الشهر الجاري.

وذكرت أن الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني وزير الدولة قام بتسليم البشير الدعوة في قصر الرئاسة بالخرطوم السبت.

ومن جانبها نقلت وكالة الأنباء السودانية "سونا" عن وزير الدولة بالخارجية، علي كرتي قوله "كما هو معلوم فان الرئيس البشير سيشارك في هاتين القمتين."

وفي حال مشاركته في قمتي الدوحة، ستكون تلك أول رحلة خارجية للرئيس السوداني منذ إصدار الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه لارتكاب سبعة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في الرابع من الشهر الجاري.

ويُعد قرار المحكمة الجنائية الدولية، الأول من نوعه الذي يصدر بحق رئيس أثناء فترة توليه السلطة، والذي وصفته الخرطوم، فور صدوره، بأنه "أحد أشكال الاستعمار الجديد."

وكان مدعي عام المحكمة الجنائية، لويس أوكامبو، قد استبق القرار بالتحذير بأنه لا توجد حصانة من مذكرة الاعتقال، حال إصدارها، وأن الرئيس البشير سيجري احتجازه حال تجاوزه حدود السودان.

وطلب أوكامبو في يوليو/تموز الماضي إصدار مذكرة توقيف بحق البشير، متهماً إياه بارتكاب جرائم إبادة وأخرى ضد الإنسانية في إقليم دارفور.

وتقول الأمم المتحدة إن النزاع في الإقليم الغربي الشاسع أسفر، منذ عام 2003، عن سقوط 300 ألف قتيل وتشريد أكثر من 2.2 مليون شخص، وهي أرقام تراها الخرطوم مضخمة.

وفي إطار تحرك مصري لاحتواء أزمة البشير مع المحكمة الدولية، نقل وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط ورئيس الاستخبارات عمر سليمان رسالة من الرئيس المصري حسني مبارك إلى نظيره السوداني السبت.
 
وقال أبوالغيط عقب اللقاء بالخرطوم إن هناك سعياً إلى "عقد مؤتمر دولي‏، يضم مصر‏،‏ والدول العربية‏،‏ والاتحاد الإفريقي‏،‏ والأمم المتحدة‏، للخروج من المأزق الحالي المترتب على قرار المحكمة الدولية بتوقيف البشير‏،"‏ وفق صحيفة "الأهرام."

وأشار في الوقت نفسه إلى أن "فكرة عقد مؤتمر دولي حول دارفور ليست قاطعة ولم تتم صياغتها في غياب أي طرف عربي‏، بل إنها من صياغة الجامعة العربية‏.‏"

وردا على سؤال حول ما إذا كان اللقاء مع البشير تطرق إلى منظمات الإغاثة بالسودان‏، وحالات الطرد التي جرت أخيرا‏، قال وزير الخارجية‏ المصري‏ إن "الحكومة السودانية أكدت أن الخرطوم قادرة على سد الثغرات والفجوات التي تركتها هذه المنظمات من حيث تأمين الأوضاع الإنسانية بصورة كبيرة في إقليم دارفور."