قمة الكويت تتطلع إلى خريطة "واضحة" للاقتصاد العربي

مأساة سكان غزة ستكون حاضرة بقمة الكويت

الكويت (CNN)-- تبدأ في العاصمة الكويتية الاثنين، أعمال القمة الاقتصادية العربية الأولى بمشاركة 22 دولة عضو في جامعة الدول العربية، بهدف البحث عن "خريطة طريق واضحة المعالم"، لمستقبل الاقتصادات العربية، بالإضافة إلى البحث في عدد من القضايا الاجتماعية والتنموية الأخرى.

وبحسب خبراء، فإن قمة الكويت الاقتصادية تأتي وسط "تحديات بالغة الدقة" تتمثل في بعدين، الأول "اقتصادي" وهو الأزمة المالية التي تعصف بدول العالم ومن بينها بالطبع دول المنطقة، والثاني "سياسي" يتمثل في التطورات الساخنة بالمنطقة، جراء ما جرى على مدار الأسابيع الثلاثة الأخيرة في قطاع غزة.

وفي تقرير لها عن القمة، التي تحظى باهتمام بالغ ليس على مستوى الدول العربية فحسب، بل يمتد إلى آفاق عالمية، ذكرت وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، أن القمة تكتسب أهميتها من كونها الأولى التي تخصص لبحث القضايا الاقتصادية العربية.

وقبل نحو عامين، استشعرت كل من مصر والكويت ضرورة أن يكون للعرب قمة خاصة تعالج قضاياهم الاقتصادية، وهو ما دفع بالدولتين إلى طرح الفكرة لأول مرة في قمة الرياض 2007، وهي الفكرة التي لاقت ترحيباً واسعاً من جميع الدول العربية.

وعلى مدى العامين الماضيين عكفت جميع مؤسسات العمل العربي المشترك على الإعداد للقمة، والتي وصف الكثيرون الإعداد لها بأنه "كان الأفضل" في تاريخ العمل العربي المشترك، خاصة فيما يتعلق بالنواحي الاقتصادية، وفق الوكالة الكويتية.

وعلى الرغم من برنامج القمة، الذي يضم الكثير من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، فإن قضية القصف الإسرائيلي على غزة لنحو 22 يوماً، والأزمة المالية العالمية، سيكونان على رأس جدول الأعمال، إلى جانب عدد من الملفات المُعدة مسبقاً.

وكان أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، قد أكد الخميس الماضي، أثناء مشاركته في القمة الخليجية الطارئة بالعاصمة السعودية الرياض، أن تطورات الوضع في قطاع غزة ستكون على رأس جدول أعمال قمة الكويت، وهو ما أكده أيضاً الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الأحد.

وبرر أمير الكويت مناقشة ملف غزة ضمن الملفات الاقتصادية، بقوله: "لنتمكن جميعاً من تحقيق وقف فوري لنزيف الدم الفلسطيني، والبحث عن الآليات المناسبة لتمكين الأشقاء الفلسطينيين من إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية في إطار إقليمي ودولي، وأن نبادر معهم في خلق أجواء المصالحة الحقيقية، من أجل الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني، وبما يمكنهم من تحقيق مطالبهم المشروعة في السلام العادل والشامل."

ومنذ الأربعاء الماضي استضافت الكويت العديد من الاجتماعات التحضيرية للقمة، بدأت بأول اجتماع من نوعه جمع بين وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية، إلى جانب اجتماع وزراء الخارجية العرب، والاجتماع المشترك لوزراء الخارجية والمالية العرب، وهي الاجتماعات الممهدة لاجتماعات القادة العرب.

كما بدأت في الكويت السبت أعمال المنتدى الاقتصاد والاجتماعي، الذي يشارك فيه مجموعة كبيرة من المسؤولين الحكوميين وممثلي القطاع الخاص العربي.

وحسب مصادر جامعة الدول العربية فإن قمة الكويت جذبت إليها "أكبر حشد من المسؤولين العرب"، سواء على مستوى العمل العربي المشترك، أو مستوى كل دولة، مقارنة بالقمم العربية السابقة.