هل ولت حقبة النفط الزهيد إلى دون رجعة؟
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- اقترب النفط من حاجز الـ80 دولاراً، لأول مرة خلال العام الحالي، بعد سلسلة ارتفاع استهلها الأسبوع الماضي، يتوقع خبراء أن تكون بداية النهاية لمستوى 65 و75 دولاراً التي راوحها البرميل طوال هذا العام.
والأسبوع الماضي، انفلت برميل النفط من قيود الـ75 دولاراً، ولأول مرة خلال هذا العام.
وواصلت عقود الخام الأمريكي الآجلة، تسليم ديسمبر/كانون الأول، المكاسب في ثمانية جلسات متتالية، ليرتفع 1.02 دولاراً الاثنين، مداعباً حاجز الـ80 دولاراً، عند 79.96 دولاراً، في بورصة نيويورك التجارية.
ويرى محللون اقتصاديون أن الطفرة ربما بداية النهاية لحقبة الأسعار المريحة ما بين 65 و75 دولاراً للبرميل، وبداية لأسعار ستتراوح بين 70 و80 دولاراً.
وفي المقابل، يبدي محللون تحفظاتهم على موجة الارتفاع الأخيرة محذرين من احتمال انخفاض الأسعار مرة ثانية بشكل سريع.
ويعتقد الخبراء أن من المحتمل أن تنخفض أسعار النفط سريعاً في حال عادت العوامل التي أدت للارتفاع إلى ما كانت عليه.
وساهمت العوامل التالية: بدء فصل الصيف في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى موجة التفاؤل بانتهاء المرحلة الأسوأ من أزمة مالية طاحنة، وبدء الشركات تحقيق أرباح في الفصل الثالث من العام، في الضعف على النفط للارتفاع إلى الأعلى.
وفي المقابل، ارتفع مخزون الديزل، المستخدم في تشغيل معدات البناء والشاحنات والآليات الثقيلة، لأعلى معدل له في الولايات التحدة، فيما دفع فائض المحروقات هذا بالمضاربين في أوروبا للجوء إلى تخزين الاحتياط في البحار جراء امتلاء كافة المخازن على البر.
وقد تراجع الدولار أمام اليورو في بداية التعاملات فهبط على 1.4940 دولار لليورو ليقترب من أدنى تراجع له أمام اليورو خلال 14 شهرا وهو 1.4967 الذي بلغه الأسبوع الماضي.
ويأتي الارتفاع تلو تقرير بريطاني أشار إلى مخزون العالم من النفط سيبدأ في النضوب خلال العقد المقبل، لتندلع حرب أسعار طاحنة على الطاقة وتزيد الإقبال على استخدام الوقود الأحفوري المسبب للتلوث الذي سيفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، وفق تقرير بريطاني.
ويجدد التقرير الصادر عن "المجلس البريطاني لأبحاث الطاقة" ونشر في موقعه، الجدل الدائر منذ عقود ببلوغ الإنتاج التقليدي للنفط أعلى مستوى ممكن له، قبيل أن يبدأ تراجعاً عنيداً.
وتكهنت الهيئة البريطانية، التي تقدم استشارات بشأن الطاقة لحكومات العالم، ببدء نضوب النفط بعد 2030، وانخفاضه بحلول عام 2020، ولفتت إلى أن هنالك إجماعاً عاماً بأن عهد النفط الزهيد الثمن في الرمق الأخير.
ولفت روبرت غروس، رئيس دائرة التقنية والسياسة التقديرية في المجلس، إلى أن نضوب النفط سيقفز بأسعار الطاقة ويوجه ضربة قاصمة للاقتصاد وقطاع الصناعة حول العالم.
وحذر بالقول: "حقبة النفط الرخيص والسهل تشارف النهاية.. لن تحدث فجأة لكن تدريجياً.. نبتعد عن تلك المرحلة لندخل مرحلة النفط العسير والباهظ الثمن."