بنك أوف أمريكا.. أحد البنوك المطالبة بزيادة رأسمالها
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أظهرت نتائج اختبارات سلامة الوضع المصرفي التي أجرتها السلطات الأمريكية لمجموعة من البنوك الكبيرة العاملة في البلاد ليل الخميس أن على عشر بنوك، بينها "سيتي غروب" و"بنك أوف أمريكا" زيادة رأسمالها بسيولة جديدة تقارب 75 مليار دولار.
وقد سارعت المصارف خلال الساعات التي أعقبت ظهور النتائج إلى الكشف عن خطط لزيادة أصولها مع تأكيد عزمها الاستغناء عن الدعم الحكومي الذي ساعدها على تجاوز خطر الإفلاس في الأشهر الماضية.
وكانت مؤسسة ضمان الودائع قد عملت على هذه الاختبارات منذ أن أعلن عنها وزير المالية، تيم غيثنر، في فبراير/شباط الماضي، وذلك بمساعدة مؤسسة الرقابة على النقد، وتشير التقديرات إلى حاجة "بنك أوف أميركا،" لقرابة 34 مليار دولار، بينما يتوجب على بنك "ويلز فارغو" رفع رأسماله بمعدل 13.7 مليار دولار.
ويحل خلفهما بنك "كريديه اوتوموبيل جي ام اي سي" الذي عليه زيادة 11.5 مليار دولار و"سيتي غروب" مع 5.5 مليارات دولار وبنك "مورغان ستانلي" مع 1.8 مليار دولار.
واشار البيان الى ان تسعة من اصل 19 مصرفا خضعت لهذا الاختبار "ليست بحاجة لرفع رأسمالها" ومن بينها بنك "جي بي مورغان تشيز" الذي يصدر بطاقات ائتمان "اميركان اكسبرس" وبنك "غولدمان ساكس."
وسارعت مصارف "ويلز فارغو" و"مورغان ستانلي" و"سيتي غروب" إلى الكشف عن خطط لزيادة رأس المال من مستثمرين بالقطاع الخاص، ما أعتبره بعض الخبراء رداً صريحاً من تلك البنوك التي عانت كثيراً من انهيارات أسواق المال خلال الخريف الماضي بأنها لن تحتاج بعد اليوم للدعم الحكومي من واشنطن.
ويعزز هذا الرأي ما ذهب إليه غيثنر في مؤتمر صحفي عقده بعد إعلان النتائج حيث اعتبر أن الاختبارات ستزيد من قوة النظام المصرفي الأمريكي وستقلص حجم التدخل الحكومي.
وتابع غيثنر بالقول: "نرى أن هذه المصارف واثقة بشكل واقعي من قدرتها على جمع رأس المال الذي تحتاجه من مصادر خاصة،" مضيفاً أن هذا الأمر سيفتح الباب أمام عودة استثمارات القطاع الخاص في النظام المصرفي."
ولدى سؤاله حول ما إذا كانت الحكومة الأمريكية تفكر في تغيير إدارة المصارف التي ستواصل تلقي الدعم منها قال غيثنر: "سنقوم بتقييم الموقف في تلك اللحظة لتحديد ما إذا كانت الإدارة الموجودة قوية بما يكفي لقيادة المؤسسة."
وقال مصرف "ويلز فارغو" أنه سيجمع ستة مليارات دولار من خلال بيع أسهم في طرح عام، في حين ذكر "مورغن ستانلي" أنه سيبيع أسهماً بقيمة ملياري دولار، كما سيعرض سندات غير مضمونة بقيمة ثلاثة مليارات دولار.
أما "سيتي غروب" الذي سبق له الحصول على سيولة بلغت 45 مليار دولار من الحكومة الأمريكية بهدف منع انهياره، إلى جانب ضمان أصول تابعة له بقيمة 300 مليار دولار، فقد سارع إلى القول إنه سيجمع المبلغ المتوجب عليه بعمليات مبادلة يحوّل من خلالها أسهم امتياز خاصة وأسهم حكومية إلى أسهم عامة.
أما الرد الأعنف فجاء من "بنك أوف أمريكا" الذي حصل على 34 مليار دولار من الحكومة الأمريكية، إلى جانب ضمان ودائع عائدة له بقيمة 118 مليار دولار، إذ شدد على أنه لن يحتاج المزيد من الأموال لسداد إلتزاماته، كما أنه لا يرغب بالحصول على دعم مالي حكومي.
وقال المدير التنفيذي للمصرف، كينيث لويس: "موقفنا الحالي على مستوى رأس المال مريح في ظل البيئة الاقتصادية الراهنة.. لن نكون بحاجة لأي أموال جديدة من الحكومة."
ورجحت مجلة "فورتشن" أن موقف لويس نابع من شعوره بتراجع قبضته على إدارة المصرف، خاصة بعد الانتقادات التي وجهها المساهمون له بسبب قيامه بتسديد أموال لـ"ميريل لنش" و"كونتري وايد" عندما كانا على حافة الإفلاس.