المخرجة سلوم وأعضاء الفرقة في زيارة إلى دبي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تحكي مخرجة الفيلم الوثائقي الفلسطيني "Slingshot hip-hop" قصة شباب فلسطينيون اتخذوا من موسيقى الهيب هوب، أسلوبا جديدا للتعبير عن آلام الشعب الفلسطيني الذي فرقه الاحتلال.
ويجمع الفيلم شبابا من مناطق مختلفة، كفرقة "دام" الفلسطينية، التي ينتمي أعضائها إلى عرب 48، ويقيمون في منطقة "اللد".
أما فرقة "بي آر" فهي من قطاع غزة، بالإضافة إلى آخرين من عكا والضفة الغربية، تجمعوا ليشاركوا في فيلم من إخراج الأمريكية جاكي سلوم.
ويدور الفيلم في قالب توثيقي لحياة هؤلاء الشبان اليومية، وكيف كبرت موسيقى الراب معهم، لتصبح سلاحا جديدا يستخدمه الفلسطينيون للدفاع عن حقوقهم أمام العالم أجمع.
وتروي سلوم، ذات الأصول الفلسطينية، قصة شعب حوَل آلامه اليومية إلى موسيقى وقصائد يأمل من خلال تقديم فيلم بعيد إلى حد ما عن نمطية السياسة.
ويتخذ هؤلاء الشباب من موسيقاهم ملاذا للتعبير عن غضبهم من مواصلة الاحتلال، الذي منعهم من التواصل أو اللقاء ما باقي الشباب الفلسطيني أو هواة ذات الأسلوب الفني، فيُظهر الفيلم كيفية تواصل أعضاء الفرق المختلفة من خلال الانترنت والهواتف النقالة.
ويصور الفيلم الصعوبات التي تواجه هؤلاء الشبان خلال ممارستهم لأبسط الأمور، كالغناء، حيث قالت سلوم إن "فرقة دام لم تزر غزة يوما، وبالمقابل لم يزر كنعان أحد أفراد فرقة "بي آر" اللد من قبل. وخلال تصوير الفيلم أصبحت الفكرة تلقائيا تدور حول هذا الموضوع... كيف أنهم منفصلون ضمن بلد واحد، في حين أن الواقع الجغرافي يشير إلى أنهم قريبون جدا."
كنعان، من فرقة "بي آر"، قال إن الحصار المفروض على غزة يؤثر في نفسيته بشكل كبير، إلا أن الغناء ساعده على تخطي هذه المشاكل.
وأضاف: " أحاول أن أعوض التأثير الناجم عن سوء الأوضاع السياسية، من خلال الغناء والرد على ذلك مستخدما الكلمات كأسلوب للتعبير."
ولاقت فكرة الهيب هوب تقبلا ورواجا من قبل المجتمع الفلسطيني، الذين حسب ما يقول سهيل النفار من فرقة دام: " جياع لهذا النوع من التعبير، فقد تقبلوا فكرة أن يخرج أحد من عامة الناس لإيصال صوته، بدلا من السياسيين الذين نادرا ما نراهم يتكلمون بشكل غير مباشر".
ويلقي الفيلم الضوء على قيم المجتمع الفلسطيني، التي مازالت تفرض سيطرتها على الشعب.
فعبير، وهي إحدى الفتيات التي تشارك الفرق بالغناء، قد واجهت العديد من المشاكل العائلية، التي حالت دون مشاركتها في البداية، بحكم ما يفرضه المجتمع الفلسطيني من قيود على الفتيات.
وقال تامر النفار، من فرقة دام، الذي شاركته عبير في الغناء عدة مرات: "إن المجتمع أحيانا يفرض بعض القيم والمعايير، التي أفضل أن أطلق عليها اسم تخلف معين.. فمجتمعنا الرجولي غالبا ما يشعر بالتهديد في حال استطاعت المرأة أن تسبق الرجل في مجال معين."
ورغم الحصار، فقد تمكنت المخرجة سلوم، بمساعدة جنسيتها الأمريكية، على التنقل عبر الأراضي الفلسطينية بحرية، لتصور فيلم عن شباب جمعتهم موسيقاهم وفرقتهم أرضهم.
أما أجمل أجزاء الفيلم فكان في النهاية، إذ حاولت سلوم أن تجمع بين جميع هؤلاء الشباب عبر الهاتف ليتعرفوا على بعضهم البعض، ويؤسسوا لفريق فلسطيني متكامل، قد نرى ثماره ذات يوم.