قصف غزة متواصل لليوم الـ16
القدس (CNN)-- قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلي، تسيبي ليفني، إن الهجوم الذي تشنه تل أبيب على حركة حماس في قطاع غزة "ليس مجرد نزاع عابر يمكن أن ينتهي باتفاق،" مضيفة أن الحركة "ستندم على اليوم الذي قررت فيه تكثيف القصف بالصواريخ معتقدة أن إسرائيل ستعتمد ضبط النفس."
وأضافت ليفني، التي كانت تتحدث في مؤتمر صحفي عقدته الأحد مع نظيرها الألماني، فرانك ولترشتانماير، إن العملية العسكرية لن تتوقف قبل تحقيق أهدافها، كما أعربت عن رفض حكومتها القاطع لقرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن، ودعت نظرائها العرب الذين قالت إنهم "انتقلوا للعيش في نيويورك" إلى فهم أن القرار "لا يعني لإسرائيل شيئاً،" وذلك بعد ساعات قليلة من توقع وكيل وزارة الدفاع الإسرائيلية انتهاء العمليات قريباً.
وقالت ليفني: "علينا أن نفهم أنه في اليوم الذي يلي انتهاء العملية يجب أن نكون واثقين من عجز حماس عن إعادة التسلح،" مشيرة إلى أنه لا يمكن السماح للحركة بتكديس الأسلحة حتى من دون استخدامها.
وتابعت: "نحن في وسط معركة ضد الإرهاب، وهي ليست مجرد نزاع عابر يمكن أن ينتهي باتفاق، لقد دخلنا في هذه المعركة مصممين على تحقيق الأهداف العسكرية للتأكيد على أننا لن نسمح باستمرار الوضع على ما كان عليه."
ولم تستبعد وزيرة الخارجية الإسرائيلية إمكانية التوصل إلى مخرج "في مرحلة ما،" غير أنها رفضت تطبيق قرار مجلس الأمن 1860 القاضي بوقف إطلاق النار قائلة إن المسؤولين السياسيين في إسرائيل يحاولون "مساعدة الجيش على تحقيق الأهداف ليتمكن من الاستمرار في العمل العسكري واغتنام نافذة الفرص."
وأكدت ليفني أن الحكومة الإسرائيلية "لا تحدد سلفاً الجدول الزمني للعمليات،" معتبرة أن هذه الحكومة وحدها التي يحق لها تحديد تاريخ وقف الهجوم، بعد تحقيق الأهداف المتمثلة بوقف تهريب الأسلحة وقصف الصواريخ، وتأمين فتح المعابر بوجود قوات تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية وليس لحركة حماس على حد تعبيرها.
وفي انتقاد لاذع لضغط وزراء الخارجية العرب في مجلس الأمن وتعهد بعضهم بعدم مغادرة مقره قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار قالت ليفني: "لا يمكن أن أقول أنني مولعة بقرار مجلس الأمن، ويجب أن يدرك ووزراء الخارجية العرب الذين انتقلوا للعيش في نيويورك أن القرار لن يغير شيئاً بالنسبة لإسرائيل وهو لا يعني لها شيئاً."
غير أن تصريحات ليفني "النارية" بدت متضاربة مع أخرى صدرت عن وكيل وزارة الدفاع الإسرائيلية، ماتان فيلاني، الذي قال إن العملية العسكرية قد تكون اقتربت من نهايتها بعد صدور قرار وقف إطلاق النار عن مجلس الأمن.
وقال فيلاني، في حديث لراديو إسرائيل سبق مواقف ليفني: "لم يترك لنا قرار مجلس الأمن هامشاً واسعاً.. قد يبدو - وأنا هنا أتكهن فحسب - أننا اقتربنا من موعد انتهاء الهجوم البري والعملية ككل."
وكانت القوات الإسرائيلية قد كثفت من عملياتها وتحركها باتجاه مشارف مدينة غزة، وسط قصف عنيف صباح الأحد، ولليوم السادس عشر على التوالي، في حين أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أن إسرائيل تقترب من تحقيق أهدافها العسكرية في غزة، لكنه طلب "المزيد من الصبر" في الوقت الراهن.
وقال أولمرت في بداية الاجتماع الأسبوعي لحكومته الأحد، إن الوقت قد حان لإسرائيل لترجمة إنجازاتها إلى الأهداف التي وضعتها.
وأعلن أولمرت "إسرائيل تقترب من الأهداف التي حددتها، لكن في نفس الوقت مطلوب مزيد من الصبر والتصميم والجهود من أجل تحقيق هذه الأهداف بشكل ستغير معه الواقع الأمني في الجنوب، كي يمكن لمواطنيننا أن ينعموا بالأمن والاستقرار."
الاشتباكات تعنف على مشارف مدينة غزة
ميدانياً، اندلعت اشتباكات عنيفة صباحا، بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في شمال وشرق مدينة غزة، وفق شهود عيان ومصادر طبية.
ووفق مراسل يتعاون مع شبكة CNN أمكن سماع دوي المدفعية الثقيلة شرقي غزة فيما اقتربت الاشتباكات من مشارف المدينة.
وأدى القصف الإسرائيلي لشمال المدينة الرازحة تحت وابل من العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة منذ السابعة والعشرين من الشهر الفائت، إلى مقتل اثنين من أهالي غزة وفق مصادر طبية في مستشفى الشفاء.
في الغضون، يعالج قرابة 49 فلسطينياً من حروق بالغة جراء قذيفة إسرائيلية استهدفت مدينة خان يونس جنوب القطاع مسببة اندلاع حرائق في عدد من المباني بما فيها مدرسة تديرها الأمم المتحدة، وفق ما قاله مسعفون في مستشفى المدينة للشبكة.
حصيلة العمليات الإسرائيلية ضد غزة خلال 16 يوماً تصل إلى 879 قتيلاً
وفي سياق متصل ارتفع عدد ضحايا العمليات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة الأحد، ، إلى 879 فلسطينياً بالإضافة إلى 3680 جريحاً، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."
وقال مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور معاوية حسنين إنه تم العثور على عدد من القتلى الفلسطينيين تحت الأنقاض في أماكن لم يكن من الممكن الوصول إليها، مشيراً إلى أنه من بين القتلى 280 طفلاً، و98 امرأة، و92 من كبار السن، و4 صحفيين، و12 من رجال الإسعاف والطواقم الطبية، مضيفاً أن من بين الجرحى 410 بحالة خطرة جداً.
وأضاف أن القوات الإسرائيلية دمرت، منذ بدء العمليات العسكرية، 14 سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
بينما قتل على الجانب الإسرائيلي 13 شخصاً بينهم 10 جنود، وفق إحصائية إسرائيلية.
فلسطينيون أبرياء يحتمون بجدران إحدى مدارس الأونروا في غزة
بموازاة ذلك يتوقع وصول رئيس الهيئة الأمنية - السياسية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد إلى العاصمة المصرية القاهرة لإجراء مزيد من المشاورات مع المسؤولين المصريين حول المبادرة المصرية الفرنسية للتوصل لتهدئة، والتي أعلن عنها الرئيس حسني مبارك الثلاثاء الماضي.
وفي وقت سابق حلق الطيران الإسرائيلي فوق الأجواء المصرية خلال غاراته الهادفة إلى تدمير الأنفاق في جنوب غزة، تزعم الدولة العبرية أن حماس تستخدمها لتهريب السلاح من مصر.
وترافق التصعيد العسكري مع آخر سياسي، حيث رد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بصورة غير مباشرة، وذلك عبر تناول معظم النقاط التي أثارها عباس في كلمته بالقاهرة، مشيراً إلى أن حركته لا تقبل الحديث عن مبادرات في ظل استمرار الهجوم.
كما شدد مشعل على أن حماس لن تقبل بتسوية تقوم على تهدئة دائمة لأنها "تصادر حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة" ورفض بشكل قاطع أي انتشار قد يُتفق عليه لقوات دولية في غزة، مطالباً بحق حركته بالحصول على أسلحة.
ووصف مشعل العملية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بأنها "الحرب السابعة،" مشيراً إلى أن تل أبيب عجزت بعد 15 يوماً من المعارك المتواصلة عن تحقيق أهدافها مع استمرار الصواريخ، وتعرض قواتها لخسائر كبيرة. القصة كاملة.
الجيش الإسرائيلي: الهجوم على مدرسة "الأونروا" نجم عن خطأ
من جهة أخرى، كشف تحقيق أولي فتحه الجيش الإسرائيلي في الهجوم الجوي الذي استهدف مدرسة تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" في شمال غزة الثلاثاء الماضي، أن الحادث نجم عن طريق الخطأ وأن الصواريخ أخطأت هدفها بقرابة 30 متراً.
وكشف التحقيق الأولي بحسب ما نقلته صحيفة "هآراتس" أن مزاعم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حول عدد الضحايا الذين قتلوا جراء الخطأ ووضعتها الحركة عند 42 فلسطينياً وجرح العشرات ممن لجؤوا إلى المبنى طلباً للحماية، مثار شكوك.
وأضاف التحقيق أن الجنود الإسرائيليين كان يعتزمون إطلاق صاروخ ذكي لتدمير الموقع غير أن خطأً تقنياً جعل من المستحيل أن يصيب الصاروخ هدفه، مشيراً إلى أنه بدلاً من ذلك قرر قائد الفرقة إمطار المسلحين الفلسطينيين بوابل من القذائف تعمل بنظام تحديد المواقع الدولية Global Positioning System GPS".