عشرات الأطفال سقطوا نتيجة القصف الإسرائيلي للأحياء السكنية في غزة
جنيف، سويسرا (CNN)-- أقر المجلس الدولي لحقوق الإنسان الأربعاء، تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها الأمم المتحدة، للتحقيق في اتهام الجيش الإسرائيلي بارتكاب "جرائم حرب" في قطاع غزة، خلال العملية العسكرية "الرصاص المصبوب"، التي شنتها القوات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني الشتاء الماضي.
جاءت الموافقة على التقرير، الذي قدمه القاضي الجنوب أفريقي السابق، ريتشارد غولدستون، بموافقة 25 دولة من بين أعضاء المجلس البالغ عددهم 47 دولة، ومعارضة ست دول، في مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، فيما أعلنت 11 دولة، من بينها بريطانيا، تحفظها على التقرير.
وفي بداية الجلسة الصباحية لمناقشة تقرير "غولدستون" والتصويت عليه، طلب المندوب الفرنسي تأجيل التصويت لإجراء مزيد من المشاورات، وتم التأجيل لنحو نصف ساعة، وبعد عودة الجلسة للانعقاد حاول المندوب نفسه التأجيل إلى ما بعد الظهر، ولكن مندوب مصر اعترض على طلب تمديد التأجيل.
وقد أثارت الموافقة على التقرير ردود فعل متباينة، فبينما رحبت بها كل من السلطة الوطنية والفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أعربت إسرائيل عن رفضها للتقرير، واصفة إياه بـ"عدم التوازن"، كما اعتبرت أن التقرير "يضر بجهود إحياء مفاوضات السلام" مع الجانب الفلسطيني.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة الوطنية، نبيل أبو ردينة، أن السلطة ترحب بنجاح التصويت على تقرير 'غولدستون' الخاص بجرائم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقال إنه يُعتبر تأكيداً على الموقف الدولي الداعم للحقوق الفلسطينية."
ورغم أن السلطة الفلسطينية كانت قد طلبت في وقت سابق تأجيل التصويت على تقرير "غولدستون"، مما أثار انتقادات واسعة، فقد دعا أبو ردينة إلى "متابعة تنفيذ توصيات التقرير بفعالية، حتى يكون سابقة تحمي الشعب الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحقه."
أما المتحدث باسم "حماس"، سامي أبو زهري، فقد أكد أن الموافقة على تقرير غولدستون في المجلس الدولي لحقوق الإنسان "خطوة جيدة وفي الاتجاه الصحيح"، معتبراً أنها تؤكد أيضاً على "صحة موقف الحركة حينما أدانت التأجيل السابق لتمريره، بناءً على طلب السلطة في رام الله."
وأشار أبو زهري، في تصريحات نقلها "المركز الفلسطيني للإعلام" المقرب من حماس، إلى أن "ما جرى يثبت أن الأغلبية كانت متوفرة بالفعل لتمرير التقرير، وأننا لم نكن بحاجة إلى كل ما حدث حتى تعود الأمور إلى نصابها الصحيح."
وعلى الجانب الآخر، تخشى إسرائيل أن يؤدي تمرير التقرير في المجلس إلى توفير الأسس القانونية لملاحقة الضباط والقادة الإسرائيليين بتهم جرائم الحرب، وكانت قد هددت رسمياً بوقف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، في حال التصويت لصالح التقرير.
ويتهم تقرير غولدستون إسرائيل بارتكاب "جرائم حرب"، وربما "جرائم ضد الإنسانية" في الحرب التي شنتها على قطاع غزة أواخر العام الماضي ومطلع العام الجاري، كما يتضمن التقرير أيضاً اتهامات، وإن كانت محدودة، إلى "الفصائل المسلحة" في غزة بـ"التورط في جرائم حرب، عبر قصفها للمدنيين الإسرائيليين."