اتهم تقرير غولدستون إسرائيل وحماس بارتكاب جرائم أثناء الحملة العسكرية في غزة
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- جدد الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، الثلاثاء رفض إسرائيل لتقرير "غولدستون" الذي اتهم الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم ترقى إلى جرائم حرب في قطاع غزة الشتاء الماضي، قائلاً إنه "منحاز" و"غير عادل."
وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد إجاز الأسبوع الماضي التقرير الذي اتهم كل من الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ارتكاب انتهاكات قد تعد جرائم ضد الإنسانية، إبان العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع، التي استمرت ثلاثة أسابيع وانتهت في يناير/كانون الأول.
وشدد الرئيس الإسرائيلي، في مقابلة مع CNN، على حق بلاده في الدفاع عن النفس، لافتاً إلى خطر قد تتعرض له الأمم المتحدة "بدعمها الإرهابيين عوضاً عن مساندة الحرب عليهم."
وجزم مؤكداً بأن "حق الدفاع عن النفس غير قابل للتفاوض."
وتابع: "أعتقد أننا أبدينا شجاعة في الحرب كما أظهرنا تفانياً من أجل السلام وسنستمر في الكفاح لتحقيقه."
والأسبوع الماضي، نددت إسرائيل باعتماد المجلس تقرير "غولدستون" مؤكدة أنه "يضر بجهود السلام في الشرق الأوسط ويشجع المنظمات الإرهابية في أنحاء العالم."
وقالت إن: "قرار المجلس يقوض جهود الحفاظ على حقوق الإنسان وفق القوانين الدولية، وجهود الدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط."
وكان الجيش الإسرائيلي قد دشن عملية "الرصاص المصبوب" بدعوى وقف هجمات صاروخية دأبت الفصائل الفلسطينية على إطلاقها من القطاع، وتسيطر عليه "حماس" منذ 2007، على جنوب إسرائيل.
وتضاربت الأرقام حول حصيلة ضحايا العملية، فقد وضع "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان العدد عند 1419 قتيلاً، منهم 1167 "غير مقاتلاً"، وجاءت إسرائيل بحصيلة أقل، 1166 قتيلاً، 60 في المائة منهم "نشطاء إرهابيون."
وفور المصادقة على التقرير، وصفت الولايات المتحدة القرار بأنه "غير متوازن" وسيزيد من حدة "الانقسام" في وقت تعمل فيه إدارة الرئيس، باراك أوباما، على جمع طرفي النزاع، الإسرائيلي والفلسطيني، لاستئناف مباحثات السلام.
ومن جانبها، بررت فرنسا موقفها من تقرير غولدستون، وامتناعها عن التصويت في مجلس حقوق الإنسان في جنيف برفض إدخال تعديلات على توصيات التقرير وأسفت لرفض طلبها إرجاء التصويت ولرفض معدي التقرير إعادة النظر فيه.
وأقر المجلس الدولي لحقوق الإنسان الأسبوع الماضي تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها الأمم المتحدة، للتحقيق في اتهام الجيش الإسرائيلي بارتكاب "جرائم حرب" في قطاع غزة.
وجاء التصويت على التقرير، الذي قدمه القاضي الجنوب إفريقي السابق، ريتشارد غولدستون، بموافقة 25 دولة من بين أعضاء المجلس البالغ عددهم 47 دولة، ومعارضة ست دول، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، فيما أعلنت 11 دولة، من بينها بريطانيا، تحفظها على التقرير.