/الشرق الأوسط
 
الجمعة، 11 كانون الأول/ديسمبر 2009، آخر تحديث 14:00 (GMT+0400)

نتنياهو يرفض إعلان الدولة الفلسطينية وحماس تنتقد الخطوة

 

ووصف تقرير غولدستون بأنه تهديد للسلام الإقليمي

ووصف تقرير غولدستون بأنه تهديد للسلام الإقليمي

رام الله، الضفة الغربية (CNN)-- أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الأحد، رفضه ما أسماه "خطوات أحادية الجانب" من الطرف الفلسطيني، وهدد بخطوات إسرائيلية أحادية، في إشارة إلى التوجه الفلسطيني إلى هيئات الشرعية الدولية بمطلب الاعتراف بدولة فلسطينية بحدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.

فقد أعرب نتنياهو عن معارضته لإقدام الفلسطينيين على خطوات أحادية الجانب، مؤكداً أن أي خطوة من هذا القبيل ستؤدي إلى تفكك إطار الاتفاقات بين الجانبين، وستدفع إسرائيل أيضاً إلى اتخاذ خطوات أحادية الجانب.

وأكد نتنياهو، في كلمة ألقاها في منتدى "سابان" السياسي في القدس، أنه لا بديل للحل التفاوضي، مشيراً إلى أن إسرائيل مستعدة لاستئناف المفاوضات بدون شروط مسبقة "وسط أجواء إيجابية، واعتماد موقف سخي وبصورة تفاجئ الجميع" وفقاً للإذاعة الإسرائيلية.

وخلال كلمته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي "تقرير غولدستون" بإنه "تهديد للسلام الإقليمي"، كما وصفه بـ"المشوَّه والمنحرف"، وشدد على رفض إسرائيل الانسحاب من مناطق أخرى، إذا حُرمت من حق الدفاع عن نفسها بوجه اعتداءات تنطلق من هذه المناطق.

وقالت الإذاعة، نقلاً عن صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن مصادر سياسية أوضحت إن نتنياهو قصد من خلال ذكره لمقابلة إجراءات فلسطينية أحادية بالمثل، "أن إسرائيل ستضم بشكل أحادي الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية."

فياض: "المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية إنهاء الاحتلال"

وفي الضفة الغربية، وتعقيباً على موقف نتنياهو، قال أحد مستشاري رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الأحد، إن إسرائيل يمكنها توجيه التهديدات والقيام بما تشاء، إلا أنها ستعجز عن إعادة احتلال الشعب الفلسطيني كونه محتلاً الآن.

وكان فياض نفسه قد أشار إلى أن السلطة الفلسطينية تمارس حالياً جهود بناء مقومات ومؤسسات الدولة الفلسطينية وبنيتها التحتية، فيما ستكون مسؤولية الإعلان عن الدولة من اختصاص منظمة التحرير.

من جانبه، قال فياض، إنه آن الأوان للذهاب إلى الأمم المتحدة لتأكيد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 67 بقرار أممي يلزم إسرائيل.

وطالب فياض، في كلمة ألقاها أمام جمعية الاقتصاديين، الأحد، برام الله، "المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي."

وأشار إلى أن المطلوب حالياً هو "تكثيف الجهود لاستكمال بناء مؤسسات الوطن، ووقوف المجتمع الدولي إلى جانب أبناء شعبنا في مواجهة الاستيطان من خلال تمكينه من البقاء في كل المناطق 'أ، ب، ج'، إضافة إلى المناطق الواقعة خلف جدار الفصل والضم والعنصري"، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."

واشار فياض إلى ما أسمه بـ"تهرب" إسرائيل من التزاماتها "في خارطة الطريق، من وقف الاستيطان، والاجتياحات، وبناء جدار الضم والتوسع العنصري"، لافتا إلى عجز المجتمع الدولي، واللجنة الرباعية، والإدارة الأميركية في فرض أي عقوبات على إسرائيل.

ورأى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أخذت قراراً باستمرار إغلاق المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية، وتمنع العمل بها أو فتحها، مشدداً على أن الدولة الفلسطينية المستقلة يجب أن تقوم على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بالضفة الغربية، والقدس، وقطاع غزة.

وقال فياض: "علينا أن نعرض قضية الاستيطان بطريقة مختلفة عن السابق، حيث أن إسرائيل تحاول أن تختلق الأكاذيب والخزعبلات حول المستوطنات، وما تسميه 'بالنمو الطبيعي'، مبينة أنها مجرد إضافات صغيرة إنسانية لحضانات أطفال أو المدارس."

وأضاف أن المطلوب هو إعلان أن "لا مفاوضات ليس فقط بوقف الاستيطان، بل يجب اتخاذ قرارات وأفعال جدية تلزم إسرائيل بقوة القانون بوقف الاستيطان بشكل جدي ونهائي."

وحماس تنتقد الخطوة الفلسطينية

من جانبها، انتقدت حركة حماس الأحد سعي السلطة الفلسطينية لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بتبني إعلان قرار الدولة الفلسطينية.

وقال القيادي في حركة حماس، صلاح البردويل، في تصريحات للصحفيين بقطاع غزة، إن حماس تقلل من أهمية الحديث عن إمكانية إعلان دولة فلسطينية من جانب واحد، والذهاب بذلك إلى مجلس الأمن، معتبرا الخطوة "إعلانا ليس له جدوى وهدفه الهروب من استحقاقات المقاومة والمصالحة معا."

ونقلت صحيفة القدس الفلسطينية عن البردويل قوله، إن "الأَولى من التهديد بإعلان دولة في الهواء هو العمل على تحرير الأرض وإنهاء الانقسام."

وأضاف قائلاً: "لا أعتقد أن القضية تتعلق بإعلان دولة فلسطينية في الهواء على 20 بالمائة من الأرض الفلسطينية يرفضها العالم."

advertisement

وتابع: "وإنما القضية تتصل بمدى قدرتنا على تحرير الأرض، وعندها يمكن للشعب الفلسطيني أن يختار ماذا سيفعل أمام التهديد بإعلان الدولة ثانية، بعدما كان قد تم الإعلان عنها عام 1988 فإن ذلك ليس إلا هروبا من استحقاقات المقاومة والمصالحة معا."

وختم متسائلاً إنه إذا كان لا بد من إعلان دولة "في الهواء" فلماذا لا تكون من البحر إلى النهر؟

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.